ادباء مکرمون

عبدالفتاح قلعه جی، جمعیة المسرح، محمود منقذ الهاشمی، حسین یوسف خربوش، عبدالله أبو هیف، حمدی موصلی، وانیس بندک، محمد عزام، ولید فاضل، فایز الدایة، جوان جان، نجم الدین السمان، خالد محیی الدین البرادعی، أحمد زیاد محبک، محمد قرانیا، ریاض نعسان آغا، مروان فنری، ناظار ناظاریان

نسخه متنی -صفحه : 141/ 134
نمايش فراداده

مسرحية طفل زائد عن الحاجة رؤية فكرية لمخرج العرض

مروان فنري

يدرك كاتب المسرحية عجز الأشكال الفنية والأدبية المبنية على قيم ومفاهيم اجتماعية فقدت صلاحيتها عن أخذ مقطع عمودي للنفس يصل إلى أعماق اللا شعور للتعبير عن الإحساس بالضياع والغربة والانسحاق، ومسرحية طفل زائد عن الحاجة هي سفرة بعيدة في أعماق الإنسان والمجتمع، يكشف فيها الكاتب ما يخفي البشر وراء حركاتهم وأحاديثهم من حيوانية مخيفة مغلفة في عناية بقشرة رقيقة من المنطق الزائف والسلوكية الخادعة.

ويرسم الكاتب بالسكين ألوان القهر الاجتماعي حتى ليبدو الإنسان القلق الجائع المغترب في وطنه ضئيلاً مقضياً عليه بالسحق تحت قدم المجتمع الضخمة الصماء.

تذكرني شخصيات المسرحية بشخصيات (ماراماد) لبيتر فايس، هنا الزوج والزوجة يعانيان من جنون تفرزه ظروف الحياة القاسية لقد أصبح الجنون منطق حياتهما وأساسها، ففي الموقف الواحد ينتقل أحدهما من الضحك الهيستيري إلى البكاء المؤسي. إن مواجهة الحياة تصبح مريرة قاسية في عالم أفقدته لا معقولية الوضع الإنساني فيه إيمانه ويقينه وكان لا بد للكاتب في عرضه للحقيقة العارية للإنسان أن يبحث عن شكل جديد لمسرحه فيعمد إلى ما هو عجيب ومدهش ولا مألوف.

أرجوحة تتدلى من السقف، فيها طفل ما تزال مشيمته دافئة، والزوج يحاول أن يقنع زوجته بالتخلص من الطفل، فجنون الأسعار لا يمكن أن يتيح للطفل فرصة الحياة، وفقدان الأمل في أن يكون هذا الطفل هو المنقذ ينفي مبرر وجوده، ولكن شيئاً ما في عيني الطفل يمنع الزوج من خنقه.