د.حمدي موصلِّي
إن الحديث اليوم عن المسرح العربي كظاهرة أو أصالة في إطار المناقشة المفتوحة، والتي تدور حول التأصيل والتحديث في الفكر العربي المعاصر عموماً والمسرح العربي كأحد الفنون البصرية التي لا يمكن استبعادها من الحديث خصوصاً. لأن المسرح في الأصل نمطٌ إبداعيٌ وممارسة فنية وبنية مؤسسية ارتبط منذ دخوله الأرض العربية، تبعاً لسلطة وسيطرة الأنموذج الغربي/ كما في أجناس الفن الأخرى كالرواية والقصة إلى حد ما/، بكل المتطلبات النص الأدبي التقنية والفنية، وكذلك العرض المسرحي بأسلوبه وأدواته الفنية والتقنية أيضاً.
إننا ننطلق من قناعة منهجية نعتبر في ضوئها أن الممارسة المسرحية العربية منذ ظهورها في القرن الماضي شكلت حالة من حالات الممارسة الثقافية العربية ككل، أي أن المسرح شكَّل عنصراً أساسياً من عناصر بنية الثقافة العربية الحديثة والمعاصرة. لهذا يجب مطارحة القضايا المسرحية ضمن الإشكاليات المركزية المُشكِّلة لتلك البنية، ومنها مشكلة التأصيل والمعاصرة ضمن مفهوم التحديث العام/ ومنها المسرح العربي.