2- التعدية: وقد مر تفسير ذلك في المزيد بسابقة الهمزة (أفعل) غير أن فَعَّلَ لا يتعدى إلى ثلاثة مفاعيل إلا محمولاً على أَفْعَلَ كَحَدَّثَ وخَبَّرَ.
أ- تعدية اللازم مثل قولـه تعالى: ويُبَشِّرُ المؤمنينَ الذينَ يَعْمَلُونَ الصالحاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً.
ب- المتعدي إلى مفعولين: مثل قوله تعالى: ثم إذا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِنَّا قالَ إنما أُوتِيتُهُ على عِلْمٍ.
3- النسبة: وقد تتم بـ "نسبة المفعول إلى أصل الفعل وتسميته به، نحو فَسَّقْتُه أي نسبته إلى الفسق وسميته فاسقاً، وكذا كَفَّرْتُهُ". وقال ابن الحاجب: "يرجع معناه إلى التعدية، أي جعلته فاسقاً بأن نسبته إلى الفسق". ويبدو أن ابن الحاجب لم يفرق بين زيادة الجعل وزيادة النسبة فالأولى تعتمد تصييره فاعلاً للفعل المشتق منه فعل، أما الثانية فلا تعتمد هذا التصيير وإنما نسبة المفعول إلى أصل الفعل. و "فسقته بمعنى قلت له يا فاسق أو نسبته إلى الفسق وليس المعنى صيرته فاسقاً"
4- السلب: وقد مر تفسيره في أَفْعَلَ وذلك مثل: قَرَّدْتَ البعيرَ، أي أَزَلْتَ قُرَادَه، وجَلَّدْتَه أي أَزَلْتَ جِلْدَهُ بالسَّلْخِ، وقَرَّعْتَ الفصيلَ أي أَزَلْتَ عنه القَرْعَ وقَذَّيْتَ عينَه أي أَزَلْتَ قَذَاها.
5- الدعاء: وقد يجيء للدعاء على المفعول أو له بأصل الفعل وذلك مثل: جَدَّعْتَهُ وعَقَّرْتَه أي قلت له جدعاً لك، وعقراً لك.
6- وقد يأتي بمعنى فَعِلَ نحو زِلْتَه وزَيَّلْتَه بمعنى فرقته. وهو من زَالَ يَزِيل يائي العين.
كما جاء فَعَّلَ للدلالة على معان أخرى وهي:
7- ويرد بمعنى صار ذا أصله، كوَرَّقَ: أي أَوْرَقَ: أي صار ذا وَرَق، وقَيَّحَ الجرح إذا صار ذا قيح.
8- وقد يأتي للدلالة على صيرورة فاعله أصله المشتق منه، كَرَوَّضَ المكانَ بمعنى صار روضاً وعَجَّزَتِ المرأة، وثَيَّبَتِ وعَوَّنَت إذا صارت عجوزاً وثيباً وعواناً.
9- ويدل هذا المكون التركيبي على تصيير مفعول الفعل على ما هو عليه، نحو "سبحان الذي ضَوَّأَ الأضواءَ وكَوَّفَ الكوفة وبصَّرَ البصرة" بمعنى جعلها أضواء وكوفة وبصرة.
10- وقد يأتي هذا المكون التركيبي ليدل على أن فاعله قد قام بفعله في وحدة زمانية معينة هي التي اشتق منها الفعل، كهَجَّر: أي سار في الهاجرة وصَبَّحَ: أي أتى صباحاً ومَسَّى وغَلَّسَ أي فعل في الوقتين شيئاً.
11- وتدل صيغة فَعَّلَ على المشي إلى الموضع المشتق منه الفعل، نحو كَوَّفَ: أي مشى إلى الكوفة، وفَوَّزَ وغَوَّرَ: أي مشى إلى المفازة والغور.
وقد يجيء لمعان غير ما ذكر غير مضبوطة بمثل الضوابط المذكورة، نحو: جَرَّبَ وكَلَّمَ.
وما يلاحظ على هذا المكون التركيبي "فَعَّلَ" أن تضعيف العين أي تكرارها هو تطويل في مدة النطق بها من مخرجها، ونستطيع أن نقول بعد الاستماع إلى هذا الصوت المضعف إنه صوت طويل.
دلالة المكون التركيبي "فاعل"
ويأتي فاعل "لنسبة أصله إلى أحد الأمرين متعلقاً بالآخر للمشاركة" فالمشاركة هنا هي اصطلاح من ابن الحاجب وأورده بعد التعريف. أما سيبويه مثلاً فيعطي التعريف دون التصريح باللفظ وذلك بقوله: "إذا قلت: فاعلته، فقد كان من غيرك إليك مثل ما كان منك إليه حين قلت فاعلته"، وقد أخذ الزمخشري التعريف نفسه دون اصطلاح؛ ففاعَلَ إذن هو "ان يكون من اثنين، كل واحد منهما يفعل بصاحبه مثل ما يفعل به الآخر". فالحدث يقع من اثنين في لحظة واحدة بحيث يشترك الطرفان في أصله ومن ذلك قوله تعالى: ويَسْئَلُونَكَ عنِ