رسول الاعظم محمد (ص)

زهرة النرجس

نسخه متنی -صفحه : 223/ 183
نمايش فراداده

الحدّ على السارق، فأشار عليه ابن داود أن يقطع يده من الرّسغ، وأقرّه على رأيه أكثر

العلماء، بينما أشار بعضهم بقطع يد السارق من الساعد. هنا التفت المعتصم إلى الإمام يطلب رأيه، فأشار عليه بقطع أصابع اليد فقط، لأنّ قطع اليد من الرّسغ يزيل موضعاً من مواضع السجود السبعة، وهو راحة اليد.

أعجب المعتصم برأي الإمام وأخذ به، متجاهلاً آراء الفقهاء الآخرين، فعظم الأمر على ابن داود، فلأوّل مرّةٍ يهمل المعتصم فتواه ويأخذ بفتوى غيره، والإمام هو السّبب في ذلك، فصار يتحيّن الفرص للإيقاع به، واستطاع آخر الأمر أن يوغر عليه صدر المعتصم، ويوقظ عنده هاجس الخوف على الحكم، والخوف من اتّساع نفوذ العلويين، وذكّره بما كان يفعله أسلافه من العباسيّين بحقّ أهل بيت الرسول (ص). فصمّم المعتصم على الغدر بالإمام، وأقدم على دسّ السمّ له في الطعام، بالطريقة الجبانة الغادرة نفسها، ويقال إنّ أداته في فعلته النكراء تلك، كانت زوجة الإمام أمّ الفضل، نظراً لما تكنّه من حقدٍ على الإمام، لتفضيله أمّ الإمام الهادي عليها. وتوفّي عليه السلام