كان المعتصم أكثر ظلماً وجوراً من أخيه المأمون، وكان يكثر من اللّهو والشرب ورحلات الصيد، لكنّه كان يهاب الإمام (ع)، ويخشى تأثيره على الناس، وما يلمسه من احترامهم له والتفافهم حوله، فأصرّ على استقدامه ثانيةً إلى بغداد، وذلك لنفس الأسباب التي سبقت من قبل.خلّف الإمام في المدينة ابنه أبا الحسن عليّاً الهادي عليهما السلام، بعد أن أوصى له بالإمامة من بعده، وتوجّه إلى العراق. وكان المعتصم لمّا يزل يتحيّن الفرص للتخلّص منه، يساعده في ذلك ابن أخيه جعفر بن المأمون، ويعقوب بن داود كبير فقهاء القصر، وغيرهما من الأعوان.كان ابن داود يحقد على الإمام لأنّه يرى في وجوده تحديداً لنفوذه بين العامّة، وتهديداً لمركزه لدى المعتصم، وقد جرت بينهما مناظرات عدّة، كان ابن داود يخرج منها منهزماً أمام قوّة الحقّ والمنطق والصواب، وحدث مرّة أن أتي بسارقٍ إلى مجلس المعتصم، فطلب من الفقهاء رأيهم في كيفيّة إقامة