حتى انتهيت إلى المصلّى لابساً ومشيت مشية خاشعٍ متواضعٍ ولو أنّ مشتاقاً تكلّف فوق ما في وسعه لسعى إليك المنبر
نور الهدى يبدو عليك ويظهر لله لا يزهو ولا يتكبّر في وسعه لسعى إليك المنبر في وسعه لسعى إليك المنبر
كان المأمون يريده أن يخرج للصلاة كما يخرج الملوك، تحفّ بهم الزّينات ومعالم العظمة، ويستغلّون المناسبة لعرض قوّتهم وهيبتهم في النفوس، بينما يرى الإمام أنّ للمناسبة قداستها الروحيّة، ترفع فيها آيات الخضوع والعبوديّة لله تعالى، وترتفع الأصوات بحمده والتكبير له، وشتّان بين ما أراد المأمون وما فعله الإمام ، فما كان من المأمون إلاّ أن بعث إليه يقول:لقد كلّفناك شططاً (أي زيادةً عن الحدّ) وأتعبناك يابن رسول الله، ولسنا نحبّ لك إلاّ الراحة، فارجع، وليصلّ بالناس من كان يصلي بهم.فرجع الإمام (ع)، لأنّ هذا هو ما يتمنّاه.
أموت في غربةٍ
منذ ذلك اليوم، وقد رأى المأمون تجاوب الناس مع الإمام، وكيف كان توجّههم إليه عميقاً، أحسّ بالمرارة تغلي في أحشائه، وتذكّر أيام أبيه هارون الرّشيد مع الإمام