مرض رسول الله (ص) بعد رجوعه إلى المدينة بقليل، وكانت شؤون أمّته شغله الشّاغل، حتى وهو على فراش المرض، كان لا يدع فرصةً تمر دون أن يزوّد الناس بموعظة، أو يقدّم لهم نصيحةً، كان عليه الصلاة والسلام يريد أن تكون تكاليف المسلمين بعد وفاته واضحةً جليةً. أما أولئك الذين كانت تشغلهم المناصب والمقامات الرفيعة، فكانوا يحولون دون تحقيق ذلك، أجل فإنّ رسولنا الكريم قد عانى الكثير من قسوة أصحاب الغايات وعبيد المناصب، حتى في آخر لحظات حياته الكريمة. وفي حين كان علي وفاطمة وغيرهم من التابعين الأوفياء، يجلسون قرب وسادة الرسول الكريم، يذرفون الدموع حزناً عليه، كان جماعة آخرون يضعون الخطط، ويتوسّلون شتّى