الأموال الشرعيّة فيصرفها في وجوهها وعلى المصالح الإسلامية العامّة.
ومن مواقفه المشهودة، موقفه من الغلوّ والغلاة، والذي اتّسم بالصّلابة والصراحة، وقد شهّر بهم واعتبرهم من المنحرفين عن الخطّ الرّساليّ. الذي دافع عنه الأئمة عليهم السلام بكلّ قوّةٍ.
قال لشخص أفرط في الثّناء عليه ما معناه: إنّ كثرة التّملّق تثير الظنّ والريبة، فإذا أحببت أخاك فلا تتملّقه، بل أحسن إليه عملاً ونيّةً.
ومن أقواله عليه السلام: من أطاع الخالق لم يبال بسخط المخلوقين . . من كان على بيّنة من ربّه هانت عليه مصائب الدنيا . . من جمع لك ودّه ورأيه فاجمع له طاعتك، ومن هانت عليه نفسه فلا تأمن شرّه، ومن رضي عن نفسه كثر السّاخطون عليه.
وقال عليه السلام: المصيبة للصابر واحدة، وللجازع اثنتان. (الجازع: نقيض الصابر). وقال أيضاً: الجهل والبخل أذمّ الأخلاق، والطمع سجيّة سيئة. والهزء فكاهة السّفهاء وصناعة الجهّال.
الشهادة
ذكرنا أنّ الإمام الهادي عليه السلام أقام في المدينة مع أبيه الإمام الجواد في بداية حياته، وحين بلغ السادسة من العمر توفّي أبوه، وبقى في المدينة حتى بلغ العشرين من عمره، وكان ذلك في أيّام المعتصم العباسيّ، وذكرنا أيضاً أنّ المتوكّل استقدمه إلى سامراء، وبقي فيها طيلة حكمه حتى قتل المتوكّل بيد ابنه، وخلفه من بعده المنتصر والمستعين بالله والمعتزّ، ويبدو من تاريخ حياته عليه السلام، أنّ السنين السبع التي قضاها في أيّام الحكّام الثلاثة المذكورين، كانت فترةً هادئةً، لم يشهد فيها من الوشايات والمضايقات ما شهده أيّام المتوكل، وقد اكتفى الحكّام الثلاثة بفرض الإقامة الجبريّة عليه في سامرّاء، والدليل على ذلك هو بقاؤه في سامرّاء، في حين أنّه كان دائماً يحنّ إلى مدينة جدّه المصطفى (ص) ولا يرضى عنها بديلاً.
والهدوء الذي نعم به في هذه الفترة، لا يعود إلى طيبة أولئك الحكّام، إنّما سببه أنّ سلطة الحكّام العباسيّين كانت قد تقلّصت وضعفت، وصار الحاكم لا يملك غير الاسم فقط، بينما غدت السلطة في أيدي