كانت الكوفة في ذلك الوقت، منطقةً آهلةً بالسّكّان، وكان أهلها ممّن عايشوا علياً عليه السلام زمناً ليس بالقصير، وعرفوا قدره ومكانته، وكانت كوفة تلك الأيام أفضل أرض يراعى فيها الإسلام، كما كان أهلها على دراية واطلاع، فهم يعرفون أهل البيت وفضلهم، في حين كان غيرهم لا يعرفون إلاّ حاكم مدينتهم أو خطيب مسجدها، والأمر لديهم سيّان: حكم عليّ أم حكم معاوية، نصروا الحسين أم نصروا يزيد.في ضوء هذا كلّه، أرسل الإمام ابن عمه «مسلم بن عقيل» إلى الكوفة، ليعمل على تحضير أصحابه وشيعة أبيه للعمل والجهاد، سيّما وأنّ أهل الكوفة كانوا قد بعثوا برسائل كثيرةٍ، يطلبون منه القيام، كما يطلبون منه قيادتهم للجهاد. وكان الإمام حينها ينتظر موت معاوية، حتى يتوجّه إلى الكوفة، ويعلن من هناك إقامة الخلافة الإسلامية.