رسول الاعظم محمد (ص)

زهرة النرجس

نسخه متنی -صفحه : 223/ 209
نمايش فراداده

برفع الشراب من مجلسه، واعتذر من الإمام، وودّعه مكرّماً.

لقد حاول المتوكّل إذلال الإمام أمام حاشيته، فقدّم له الشراب وهو يعلم أنّ الإمام يرى أنّ شارب الخمر كعابد الوثن، ولمّا أبى، طلب أن ينشده شعراً في وصف الخمر والجواري، ولم يكن يتوقّع أن يصفعه الإمام عليه السلام هذه الصفعة، أو أن يجرؤ على صبّ هذه الصّواعق عليه، لكنّه أمام هذا الوصف الرّائع للجبابرة في حياتهم وبعد موتهم، ولتلك الوجوه الناعمة الطريّة يعبث فيها الدود، لم يستطع إلاّ التّأثر بهذه الحقائق الواضحة، والبكاء من شدّة الخوف والجزع ممّا ينتظره غير بعيدٍ.

أعماله ومآثره عليه السلام

انصرف الإمام الهادي عليه السلام إلى خدمة الإسلام الحنيف، عن طريق الدفاع عن أصوله ونشر فروعه، فناظر المشكّكين وتصدّى للمحرفين المنحرفين، بالإجابة عن أسئلتهم بالأسلوب الهادئ الرّصين، المدعوم بالحجّة والمنطق، وكانت الرّسائل تصله من مختلف أنحاء العالم الإسلاميّ، ويتلقّى