ثمّ توجّه عليه السلام نحو العراق، قاصداً الكوفة مع أهله وإخوانه ونفر من أصحابه. خرج دون أن يصله أيّ خبر من الكوفة، لأنّ ابن زياد حال - كما نعلم - دون تسرّب الأخبار منها، كما أنّه زرع جواسيسه في كلّ مكانٍ على طول الطريق، كي ينبئوه مسبقاً بقدوم الحسين.
اقترب الإمام من الكوفة، لكنّ أعوان ابن زيادٍ بقيادة الحرّ بن يزيد الرياحيّ منعوه من التقدّم، واضطرّوه للنزول في أرض جافّة محرقة تدعى كربلاء، وحين سمع باسمها سرح في تفكير عميق ثم قال: «هذا موضع كرب وبلاءٍ، هاهنا مناخ ركابنا، ومحطّ رحالنا، وسفك دمائنا . .». ثمّ أمر بنصب الخيام.
حين علم ابن زياد بنزول الحسين عليه السلام في أرض كربلاء؛ شرع في تنفيذ خطّةٍ لئيمةٍ ماكرةٍ؛ جمع الناس في مسجد الكوفة الأعظم، وقام فيهم خطيباً، فعدّد لهم «حسنات» حكم يزيد، وأنّه أمره