عرب و تحدیات المستقبل، رؤیة و موقف

حسین جمعة

نسخه متنی -صفحه : 141/ 37
نمايش فراداده

لمستلزمات الإنتاج، وتنمية السلع الغذائية البديلة .

وقد ارتكز تصور "المنظمة" المستقبلي حول قضية الأمن الغذائي على المحاور الرئيسية التالية:

* التحرر من التبعية الغذائية.

* إنشاء مخزون احتياطي من السلع الغذائية.

* تشجيع وحماية الاستثمارات، وتهيئة المناخ الاستثماري الملائم في الدول العربية.

* تشجيع إقامة المشروعات المشتركة في المجالات الإنتاجية والخدمية.

* التنسيق بين السياسات العربية لتحقيق الأمن الغذائي في إطار تكتل اقتصادي عربي يعظم استفادتها مما تتيحه الاتفاقيات الدولية من مزايا واستثناءات.

هذا، وتقوم "المنظمة" اعتماداً على مؤشرات محددة باختيار القطاعات التنموية، ووضع أولويات المشروعات القطاعية، وتحديد فرص الاستثمار، وعرضها على رجال الأعمال والمستثمرين، لمد يد العون والدعم في الحصول على التمويل والمشورة الفنية.

وقد أقر وزراء الزراعة العربي "إعلان تونس للأمن الغذائي العربي" بتاريخ 15/1/1996، أكدوا فيه ضرورة اتخاذ الإجراءات ووضع السياسات التي تؤدي إلى زيادة الاعتماد على الذات في توفير الغذاء، كهدف استراتيجي تسعى الدول العربية إلى تحقيقه في إطار منظور قومي لقضية الأمن الغذائي. كما أكدوا أن صيغة المشروعات المشتركة في المجالات الإنتاجية والخدمية المتعلقة بتوفير الغذاء للمواطن العربي تعتبر الصيغة المناسبة، كما أن تفعيل المشاركة الشعبية والتنظيمات الأهلية ضرورة تحتمها المتغيرات الإقليمية والدولية.

وتأكيداً لأهمية الأمن الغذائي العربي، فإن إشراك كافة الأطراف التنموية يعتبر أمراً ضرورياً، الأمر الذي يتطلب توثيق الصلات التنسيقية بين المنظمات والمؤسسات التنموية المتخصصة، والمؤسسات التمويلية ذات الصلة، لصالح الأقطار العربية.

وكذلك فإن التكامل الاقتصادي العربي يعتبر حتمية تفرضها المتغيرات والتطورات التي تشهدها الساحتان العربية والدولية. وإن قيام مثل هذا التكامل يتيح الاستفادة من المزايا والاستثناءات المنصوصة في الاتفاقيات الدولية، كما أنه يزيد من القدرات التفاوضية للتعامل مع التكتلات والاتفاقيات الدولية، ويساهم في توفير ظروف أفضل للدول العربية والحصول على مزايا تفضيلية في تعاملها معها.

خامساً ـ مجالات العمل المستقبلي لتحقيق الأمن الغذائي العربي:

تضمنت استراتيجية "المنظمة العربية للتنمية الزراعية" الخاصة بتحقيق الأمن الغذائي العربي عدداً من المجالات الرئيسية التي ضمّنتها بدورها في خططها وبرامج عملها وأنشطتها التي تقوم بتنفيذها بالتعاون الوثيق مع الأجهزة الفنية للقطاعات الزراعية العربية والمؤسسات الإنمائية العربية والإقليمية والدولية، وسوف نسلّط الضوء فيما يلي على المجالات الثلاث التالية:

المجال الأول: تنمية الموارد الطبيعية والزراعية والمحافظة على استدامتها:

يمكن اتخاذ عدد من الإجراءات والتدابير لتحقيق هذا الهدف وأهمها:

ـ في مجال الموارد الأرضية:

* ترشيد استغلال الموارد الطبيعية والحد من هدرها وحماية البيئة.

* مكافحة التصحّر للحد من الزحف على الأراضي الزراعية المنتجة للغذاء .

* العمل على تحسين القدرة الإنتاجية للموارد الأرضية الحالية .

* العمل على زيادة الرقعة الزراعية باستصلاح المزيد من الأراضي القابلة للزراعة.

* توفير المعلومات عن المناطق المختلفة التي يمكن استغلالها في الإنتاج الزراعي وتشجيع الاستثمار فيها.