153.93
14308
103.18
274.02
189.76
11423
84.26
278.21
280.6
8011
(2.29)
م: عالم المعرفة العدد 209 ـ أيار 1996 ص212.
بعد ذلك كله ستطيع القول:إنَّها لعنة الجغرافية تلك التي جعلت من المنطقة فقيرة بالمياه، وبالتالي من ركيزة هي الأهم من ركائز الأمن الغذائي أم أنها لعنة القرار السياسي.
ـ لا شك في أن القول بلعنة الجغرافية هو قول سهل لا يرتب أية أعباء ولكنه يمثل منطق العجزة والكسالى إضافة إلى عدم مشروعيته التاريخية فقد كان أجدادنا في ذات المنطقة والظروف وأبدعوا معجزة حضارية أدهشت العالم.
أوّلهما: الدولة القطرية وثانيهما غياب الدراسات المستقبلية حتى على مستوى الدولة القطرية.
إن فشل مشاريع التنمية العربية عائد بشكل رئيسي إلى واقع الدولة القطرية التي تؤدي إلى تغييب البعد القومي في التنمية حيث يقول الاقتصادي العربي د. فؤاد مرسي(4) "إن عملية التنمية تنطوي على جانبين عام وخاص أما الجانب العام فهو حتمية جريان عملية الموضوعية التي تمثل جوهر النحو التاريخي وهي حتمية التركيز على تطوير التقسيم الاجتماعي للعمل أي التصنيع تحت حافز التراكم الرأسمالي ومن ثم حتمية أن يتحول الإنتاج الطبيعي والإنتاج السلعي الصغير إلى إنتاج تتحقق لـه السيادة وأخيراً حتمية تكوين داخلية تجعل لجميع المنتجات أسواقاً وتكون هي سوقاً قومية لها.
أما الجانب الخاص فهو أن هذه التنمية ذات صعوبة معنية بتأثير التشويه البالغ الذي جرى للنمو الاقتصادي أن المطلوب باختصار هو تحرير التقدم الاقتصادي الشامل في فعل القوانين الصارمة لأسلوب الإنتاج الرأسمالي وإخضاعه لمهام أكثر وعياً وترشيداً"
وفي هذا السياق يرى د. مجيد مسعود(5) "إن التنمية بالمفهوم الواسع الذي نريده هي عبارة عن مرحلة تاريخية تفرزها حركة التطور ( الوطني) بعد مكسبها الأول وهو الاستقلال السياسي كمقدمة للاستقلال الاقتصادي والشروع بأطوار التنمية كضرورة للتغير الجذري الشامل المصحوب بالإرادة الواعية وتوجيه التنمية القطرية نحو تكاملها العربي القومي".
يرى المفكر المغربي د. محمد عابد الجابري أن أبلغ تعريف للتنمية هو ذلك الذي يعرفها(6) "بأنها العلم حين يصبح ثقافة وعلى هذا فإن التخلف هو العلم حين ينفصل عن الثقافة وبأنه ما لم نعمل على دمج العلم في ثقافتنا وربط ثقافتنا بالعلم فإننا لن نخطو الخطوة الحقيقية الأولى نحو التنمية".
إن من أهم المهام التي يجب أن تضطلع بها التنمية في البلدان النامية هي إزالة التخلف الاقتصادي والاجتماعي وتقليص الفجوة الواسعة ما بين هذه البلدان وبلدان التقدم الصناعي وهذا يحتاج إلى وضع استراتيجية إنمائية تقوم على أسس علمية واضحة، استراتيجية قادرة على إحداث التغييرات الأساسية وخلق الظروف والعناصر الضرورية لإنجاحها والاستفادة إلى أقصى حد ممكن من التغيرات المتتابعة خلال الفترات الزمنية المتلاحقة وفي ظروف وطننا العربي يستوجب الأمر توفير الشروط اللازمة والظروف المؤاتية (الذاتية والموضوعية) لبناء الاقتصاد العربي المستقل وإجراء