والتفاعلية لكي تتحول فعلاً إلى الشخصية الضعيفة والمزدوجة والمستلبة والإرادة والهوية، وهي من أجل ذلك تتعمد إضعاف شخصية الشباب لكيلا يكونوا قادرين على التأثير في المجتمع وتغييره نحو الأفضل، إضافة إلى محاولة خلق حالة من انفصام الشخصية وازدواجيتها عند الشباب مما يجعلهم عناصر للإيذاء والهدم والتخريب، ومع محاولة لاستلاب هذه الشخصية لتصبح شخصية لا حول ولا قوة لها، مغتربة، لا يسيرها أصحابها بل يسيرها أقطاب ومروجو هذه التيارات، كما أنها تحاول زرع السمات السلبية في الشخصية العربية لكي تكون عاجزة عن بناء المجتمع العربي وتنميته وتطويره في المجالات كافة، ومن هذه السمات نذكر منها:
1 ـ الانانية وحب الذات.
2 ـ فقدان الثقة بالنفس.
3 ـ الازدواجية والانفصام.
4 ـ الاتكالية
5 ـ العنصرية والإقليمية.
6 ـ الكذب والغش.
7 ـ التسرع والتهور.
8 ـ الكسل والخمول.
وهي بذلك تهدف للوصول إلى جيل شاب غير واثق بنفسه يعتمد على غيره ويشكك بقدرات أمته وقابليتها للبناء والدفاع والتنمية والتقدم، غير قادر على اتخاذ مواقف حاسمة، لا يدرك الحقيقة ولا يقولها، متسرع غير مسؤول مشبع بروح الكسل والخمول والاتكالية، غير مبال بالاجتهاد والتحصيل العلمي، وغير مستعد للمبادرة إلى التنمية والتقدم والتطوير، وهذا النموذج يمثل غاية الغايات لأنه يقود بالنهاية حتماً إلى السيطرة التامة والنفوذ الكلي إلى قلب الأمة العربية وعبر أبنائها أنفسهم.
مما ذكر سابقاً، نستنتج أن هذه التيارات المعادية تحاول وبشكل مخطط ومنظم تحطيم الشخصية العربية واحتواءها وشل حركتها وتغيير سماتها الإيجابية، وتحويلها إلى سمات سلبية تسهم في تخلف المجتمع واضطرابه وتناقصه وعدم استقراره، إضافة إلى تشويه الصورة الحقيقية للشخصية العربية وتزوير هويتها الناصعة، وتعمد الإساءة لها مع العمل من أجل تكريس السمات السلبية فيها لكي تكون شخصية هامشية وتابعة وضعيفة لا تقوى على تغيير المجتمع والمشاركة في عملية نهوضه وتقدمه الاجتماعي والحضاري.
يمكن تعريف هذه القنوات للتيارات المعادية بأنها: "الجسور التي تمرر من خلالها الثقافة الأجنبية وحركاتها الاستغلالية إلى الدول العربية، بقصد التأثير على أفكار وقيم وممارسات شبابها تأثيراً سلبياً، يؤدي إلى الابتعاد عن الثقافة العربية الأصيلة والتنكر لها وطعنها مع تبني الثقافة الأجنبية الدخيلة، والتمسك بمفرداتها، واعتبارها الثقافة المعول عليها في كل شيء".
ويمكن تصنيف هذه القنوات بثلاث قنوات رئيسية هي:
1 ـ وسائل الإعلام الجماهيرية.
2 ـ الاحتكاك الحضاري.
3 ـ المؤسسات الثقافية والتربوية.
وسنشرح طبيعة هذه القنوات في تنفيذ حملات التيارات المعادية مع توضيح دور هذه القنوات في التأثير على قيم وممارسات الشباب في الوطن العربي.
1 ـ وسائل الإعلام الجماهيرية:
إن الإعلام بمختلف وسائله، ظاهرة اجتماعية تطورت مع تطور المجتمعات البشرية حتى وصلت في أيامنا هذه إلى موقع مؤثر جداً في حياة الفرد والمجتمع والإنسانية جمعاء، وغدا حاجة ماسة في عصرٍ تحولت فيه الكرة الأرضية إلى قرية صغيرة.
فللإعلام قدرة خاصة يملكها في نشر المعارف والأفكار، نتيجة لذلك كان لـه أ كبر التأثير في عادات أو محاربة آراء أو إجراء عملية استبدال يستعاض فيها عن آراء