إن النسبة الكبرى من الشباب تتطلع إلى القضاء على الصهيونية وتحرير الأراضي المحتلة (93.49%) وهذا دليل على بروز الأمل القومي فوق كل الآمال وحتى الشخصية منها.
وبعد استقرار الوطن لا بد من استقرار النفس الذي لا يتم إلا بإيجاد فرصة للعمل المناسب لتنطلق فيه قدراتها وتعبر عن إمكانياتها، وقد وافق (93.28%) على ذلك.
وتتطلع روح الشباب المنطلقة والواعية للواقع والراغبة في تحسينه إلى التحرر من هيمنة أمريكا والخروج من سيطرتها ومقاومة محاولتها حكم العالم وكان ذلك بنسبة (92.19%).
ولعل النفس تعود لتطلب أبسط مطالب شعورها بالاستقرار وهو المسكن -ذلك الوطن الصغير -الذي يشعر الفرد فيه بكيان مستقبل وهو ما يطلبه (87.85%) من الشباب.
أما بالنسبة للوطن الكبير فشعور الشباب بانتمائهم إلى وطن عربي موحد ظهر كحاجة ملحة يأملون إشباعها، لذلك لا بد أن يرتدي الوطن حلّة الوحدة العربية المنشودة، وكان هذا برأي (82.65%) من الشباب.
وبعد تلك التطلعات التي احتلت الأولوية يجد الشباب سيادة اللغة العربية أمراً مرغوباً فيه برأي (50.76%) فهي لغتهم التي يودون لها العلو والازدهار دوماً.
أما إدخال التربية الجنسية في المناهج وحرية الصداقة بين الجنسين يمثل تطلعاً من قبل الشباب بنسبة (48.81% -40.78%) على التوالي.
وهنا تستدل على أن تطلعات الشباب تتوجه إلى قضايا كبرى وهذا ما جعلها ترفض عالماً تذوب فيه القوميات حيث لم تتعدَ نسبة الموافقين (30.15%) فقط.
كما رفضت فكرة الزواج المدني أو العرفي عن رقابة الأهل بنسبة (81.13%) وهذا دليل على احترام الشباب العربي لتقاليد وعادات نظام مجتمعه.
إذا كنا نعاني اليوم من كثير من مظاهر الاستلاب تجاه الغرب فلأننا نأخذ منه النتائج والثمرات، ونعرض عن المبادئ والأسس، نستورد منه لنستهلك وليس لنغرس ونستنبت، ومن البديهي أن عملية الغرس والإنبات تتوقف على إعداد التربة الصالحة، والتربة الصالحة لا تستورد.
ومن هنا كان على النظام التعليمي العربي أن يعمل على تعزيز الهوية العربية والانتماء القومي تجاه السيل العارم من التيارات الفكرية التي تتصارع على خريطة العالم، وأن تتضافر الجهود على الساحة العربية لإيجاد برامج بديلة تُبث عبر القنوات الفضائية، برامج تؤكد الهوية الثقافية العربية في جميع مناهج العملية التربوية، وتعزيز القيم الروحية المستقاة من تراث أمتنا، وإن الحرص على تعزيز القيم الروحية والمثل الأخلاقية وتمجيد قيم العمل في البرامج البديلة يعمل على التصدي للآثار السلبية للبرامج المبثوثة الزاخرة بالتيارات المادية والتحديات والتناقضات التي تهدد الأمة العربية والإسلامية والمجتمع الإنساني بأسره.
ولمواجهة ذلك دعت المنظمة العربية للتربية والثقافة من خلال خطتها الشاملة للثقافة العربية إلى زرع الثقة والأمل في الجماهير العربية من جديد بعد ما أصابها من الهزائم والنكبات والإحباطات، وإلى وضع الأسس الفكرية الحضارية النوعية التي تحتاج إلى هذه الأمة دون التفريط بالقيم الروحية والقومية والإنسانية التي تصوغ ذاتها وهويتها وتغني عطاءها الحضاري، وإلى رسم ملامح مدرسة المستقبل العربي التي تواكب معطيات حضارة القرن الحادي والعشرين.
فالتحديات التي يواجهها إنساننا العربي تزداد ضراوة يوماً بعد يوم وخاصة في ظل التقدم التكنولوجي وثورة المعلوماتية وصراع القيم وغياب الحوار الحضاري في ظل العولمة الجديدة وأمركة العالم والهجمة الصهيونية العالمية، وإغراء الشباب العربي وإفساد قيمه وتهديم شخصيته عبر قنوات التيارات المعادية متعددة الأغراض، ومن هنا انتهى البحث إلى عدد من التوصيات الآتية:
- توعية الإنسان العربي لخطر ما يبث لهم