عنصریة و الابادة الجماعیة فی الفکر و الممارسة الصهیونیة

غازی حسین

نسخه متنی -صفحه : 120/ 115
نمايش فراداده

فعالاً في تجنيب الشعوب مثل هذه الجرائم.

فهل تسري المبادئ الواردة في نظام محكمة نورنبيرغ والعهود والمواثيق الدولية على مجرمي الحرب النازيين فقط أم أنها تسري على مجرمي الحرب في كل مكان وزمان؟ وعلى رأسهم قادة إسرائيل؟

جرائم إسرائيل ضد السلام

أشعلت إسرائيل والعصابات اليهودية المسلحة حرب عام 1948، واحتلت أراضياً عربية كثيرة بالقوة. وارتكبت عشرات المجازر الجماعية فيها وطردت العرب منها لإحلال مهاجرين يهود محلهم.

وأشعلت حرب السويس العدوانية في تشرين أول 1956 بالاشتراك مع فرنسا وبريطانيا لخدمة مصالحها العدوانية والتوسعية وتحطيم القوات المصرية وتدمير المنجزات العربية.

وقامت بحرب حزيران العدوانية عام 1967 بمساعدة الولايات المتحدة الأميركية ولخدمة مصالحها العدوانية والتوسعية والكولونيالية بما فيها احتلال القدس العربية لتهويدها ولخدمة مصالح الامبريالية الأميركية. وقامت في عام 1978 باحتلال الشريط الحدودي في الجنوب اللبناني، وبحرب ما أسمته سلامة الجليل عام 1982 على لبنان، وحرب رابين عام 1993 على جنوب لبنان وحرب بيرس عام 1996 على الجنوب اللبناني. فالحروب التي أشعلتها إسرائيل تعتبر جرائم ضد السلام في المنطقة العربية.

تحظر العديد من العهود والمواثيق الدولية الحروب العدوانية وتعتبرها من أكبر الجرائم في القانون الدولي ومنها معاهدة بريان -كيلوج وميثاق الأمم المتحدة.

ارتكبت إسرائيل في الرابع من حزيران عام 1982 باسم "سلامة الجليل" حرب الإبادة في لبنان. ودمرت 4 مدن و 65 قرية لبنانية وعشرة مخيمات للاجئين الفلسطينيين. وقتلت وجرحت نحو (100) ألف لبناني وفلسطيني معظمهم من المدنيين. وشردت نحو (600) ألف واعتقلت نحو عشرة آلاف عربي. وألحقت أفدح الأضرار بالبنى التحتية والاقتصاد اللبناني في مجالات الزراعة والصناعة والسياحة ومجمل الحياة المدنية في لبنان.

ووقف العالم مذهولاً أمام ما ارتكبته القوات الإسرائيلية بحق المدنيين العرب في لبنان على مدى أيام الحرب التي دامت سبعين يوماً، من قصف من البر والبحر وقطع الماء والكهرباء عن العاصمة بيروت حتى المواد الغذائية والدواء وزجاجات حليب الأطفال الرضع، التي كان يرميها الجنود أرضاً على الحواجز. وكتب مراسل جريدة لومانيتيه الفرنسية يقول: "تقصف بيروت، وهي الآهلة بالسكان المدنيين بوحشية، حيث أن معظم من تهدمت بيوتهم فوق رؤوسهم هم مدنيون. نعم نصف مليون من السكان لحق بهم الخراب والدمار والعطش والجوع في بيروت... إنها مجازر تماثل مجازر النازية، وجريمة حقيقية بشعة من الصعب جداً تبرئة مرتكبيها. فإسرائيل تخرق كل القوانين الدولية وتحطم جميع الأعراف الإنسانية".

وكتب روبرت فيسك في جريدة التايم يقول "بأن المدنيين قد أصبحوا ضحية للقنابل الفسفورية والعنقودية المحرمة دولياً، لقد ألقت القوات الإسرائيلية هذه القنابل مراراً فوق الأحياء السكنية، وقرب السفارة الكويتية وفوق المخيمات الفلسطينية وبالقرب من المطار الدولي".

وكتبت مجلة نيوزويك تقول: "إن بيروت الباسمة حولتها إسرائيل إلى مدينة أنقاض ومآتم.

بيروت تهتز تحت رحمة القنابل العادية والعنقودية والفسفورية والفراغية المخيفة، انفجارات قوية مدوية يعقبها تحطم ودمار ونواح ونحيب وبكاء. إن قصف بيروت بحراً وبراً وجواً يشكل سابقة لا نظير لها في كل الحروب، وكاد الحصار يجعل المدنيين يموتون جوعاً وعطشاً".

جرائم الحرب الإسرائيلية

تنتهك جرائم الحرب قواعد وتقاليد الحرب التي وردت في الكثير من المواثيق والاتفاقيات الدولية كاتفاقيات لاهاي لعام 1899، 1907، واتفاقيات جنيف لأعوام 1906، 1929، 1949. فانتهاك أي بند من بنود اتفاقيات جنيف الأربع لعام 1949 يعتبر جريمة حرب وبشكل خاص بناء المستعمرات اليهودية في الأراضي العربية المحتلة.