وافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثلاثين عام 1975، على قرارين هامين القرار رقم 3376، والقرار رقم 3379، حول قضية فلسطين يتضمنان التأكيد على الحقوق الثابتة غير القابلة للتصرف للشعب العربي الفلسطيني، بما في ذلك حقه في تقرير مصيره وفي العودة إلى وطنه وحقه في الاستقلال الوطني والسيادة المستقلة.
وأكد القرار 3379على عنصرية الصهيونية وعلى أنها شكل من أشكال العنصرية والتمييز العنصري.
جسّد القراران التأكيد العالمي على عدالة قضية فلسطين والنضال العربي من أجل عودتها إلى الأمة العربية وعلى عنصرية الصهيونية، وبالتالي عنصرية الكيان الصهيوني الذي يجسد الصهيونية فكراً وممارسةً.
وعبَّر القراران عن شرعية النضال العربي ضد الاستعمار الاستيطاني اليهودي في الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة ونتائجه، أي تدمير المستعمرات اليهودية التي أقامتها قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وشكلت الموافقة على هذين القرارين التقدم الإيجابي في الموقف العالمي بعدم الاستجابة إلى الضغط والابتزاز اليهودي وسيادة مبادئ المواثيق والعهود الدولية واتفاقات جنيف الأربعة لعام 1949، ومبادئ القانون الدولي. وشكّلت نكسة في الهيمنة الأميركية والأوروبية على قرارات المنظمة الدولية، وأظهرت الموافقة النجاحات التي حققها الشعب الفلسطيني، والكفاح المسلح الفلسطيني على الصعيد الدولي وأن الولايات المتحدة الأميركية، العدو رقم واحد، والعدو الأساسي لقضية فلسطين وللعروبة والإسلام.
وافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة على القرار 3379 الذي ساوى الصهيونية بالعنصرية في العاشر من تشرين الثاني 1975بأغلبية 72 دولة واعتراض 35 دولة وامتناع 32 دولة عن التصويت.
وجاء فيه إن الجمعية العامة للأمم المتحدة "تقرر أن الصهيونية شكل من أشكال العنصرية والتمييز العنصري".
قادت عنصرية اليهودية والصهيونية والكيان الصهيوني وتعاون الصهيونية مع النازية في ألمانيا، وتعاون إسرائيل مع النظم العنصرية والدكتاتورية في العالم وبشكل خاص نظام الأبارتيد في جنوب أفريقيا والنظام العنصري في ردويسيا، وممارسة حكام إسرائيل للإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني ومصادرة أرضه وممتلكاته وفرض الحصار الغذائي والدولي والتخلف عليه وتدمير منجزاته ومحاصيله الزراعية، إلى اتخاذ القرار العالمي بمساواة الصهيونية بالعنصرية، على الرغم من أنها أسوأ وأبشع الحركات العنصرية التي ظهرت في تاريخ البشرية.
استمدت اليهودية عنصريتها من التعاليم التوراتية والتلمودية، في حين استمدت الصهيونية عنصريتها من عنصرية اليهودية والعنصرية الألمانية ومن مقولات وأهداف الاستعمار الاستيطاني في أوروبا.
القرارات الدولية التي استندت عليها الأمم المتحدة لاتخاذ القرار 3379.
استندت الجمعية العامة للأمم المتحدة في اتخاذ قرارها الذي ساوى الصهيونية بالعنصرية إلى عدالة قضية فلسطين انطلاقاً من المبادئ الواردة في ميثاقها، وإلى النضال البطولي الطويل الذي خاضه الشعب الفلسطيني وكفاحه المسلح المشروع، وإلى التضحيات الجسيمة والمستمرة على امتداد مئة سنة، ووحشية الاستعمار