2) بروز شبكات تجارة الرقيق الأبيض.
3) استغلال الأطفال في الأعمال اللا أخلاقية و(تجارة الأطفال).
ولإعطاء كل محور حقه في البحث سنتناول كل واحد منها بشيء من التفصيل.
1) فضائح كبار مسؤولي الدول الأخلاقية.
سبق أن تحدثنا في موضوع من هذا الفصل عن أثر التنشئة على تصرفات الطفل مستقبلاً وسنوضح هنا ما بدأناه آنفاً، حيث يورد الأستاذ (محمد حسنين هيكل) أن صاحب أكبر فضيحة أخلاقية شدّت إليها أنظار العالم في العشرية الأخيرة هو رئيس الإدارة الأميركية (ويليام جيفرسون كيلنتون) الذي أثارت فضائحه الجنسية حفيظة الشعب الأمريكي ولفتت انتباه العالم بأسره.
فرئيس أكبر قوة في عالم اليوم جاءت نشأته بشكل عشوائي من أم سكيرة تجهل أباه مما تسبب لأن يحمل الطفل اسم زوج لاحق لوالدته الأمر الذي أثر بشخصيته لاحقاً. حتى أن زوجة الرئيس (هيلاري كلينتون) صرحت (بأن زوجها تكمن نقطة ضعفه في استعداده للجري وراء أي امرأة يطولها (كعامل رد فعل) في شخصيته ظاناً أنه بذلك ينتقم من والدته التي لم تستطع أن تحدد لـه شخص والده). وذلك حسب تحليلها لشخصية الرئيس.
ولقد استغل (بيل كلينتون) نقطة ضعفه هذا ليجعل من فضائحه الجنسية معبراً آمناً وغطاءً فضفاضاً لفضائح أخرى كتهريب المخدرات، وإذاعته لأسرار سياسية منها ما أثره من فضيحة أخلاقية مع عشيقته (جنيفر فلاورز) على انكشاف أمر إباحته لها بأسرار سياسية، فطبقاً لرواية الأستاذ (هيكل) أن كلينتون ركّز على عنصر الجنس بعدما كشفت (فلاورز) علاقتها به وفاجأته بتسجيل صوتي لـه بعد إنكاره للعلاقة معها مما دعاه للاعتراف صراحة وأثر الفضيحة على ماباح به من أسرار السياسة والساسة بمن فيهم زوجته على (مخدة) فلاورز.
ثم بعد ذلك وفي البيت الأبيض نلاحظ أن الرئيس يستخدم الرشوة لضمان سكوت (بولا جونز) (التي اتهمته بالتحرش بها عندما كانت تعمل في إحدى المؤتمرات وكان هو حاكماً لولاية أركنساس)، ويعرض عليها مبلغ (850 ألف دولار) عن طريق محاميه بعد أن وصلت دعواها للمحقق (ستار) لضمان سكوتها ومن المفارقات أن رشوة (جونز) هذه دبر الرئيس نصف مبلغها ودبرت هيلاري النصف الآخر.
بقي أن نذكر أن شهرة كلينتون جاءت في فضيحة مع (مس/لوينسكي) التي أحيلت قضيتها إلى المدعي العام المستقل (كينيث ستار) الذي استطاع بحنكته اكتشاف علاقتها عن طريق تسجيل صوتي قامت به إحدى زميلات (مونيكا)/ (يعتقد لدوافع شخصية للمرأة) ويظهر فيه:
إن الرئيس طلب إلى مونيكا الكذب في اعترافاتها عن قضية (بولا جونز) وأنه بذاته دربها وحاول ذلك للكذب على هيئة المحلفين في قضية (بولا) ثم أنه قد أنكر نفسه علاقته بمونيكا (تحت القسم) أمام هيئة المحلفين.
لقد توافرت بعد ذلك كله الدلائل جميعها أمام (ستار) لإدانة (كلينتون) والدليل الدامغ في هذا كله ما فاجئ به (ستار) الرئيس عندما استطاع إثبات كذبه على الشعب الأميركي وأمام ممثلي القانون الذي أقسم أمامهم (رئيس الولايات المتحدة الأميركية) بأنه يقول الحق كل الحق ولا شيء غير الحق. وأول مهام الدستور الأميركي هو مسؤولية حفظ القانون والالتزام به. أن (ستار) أماط اللثام عن الفضيحة اللأخلاقية بين الرئيس (ومونيكا) عندما قدم الثوب الذي التقت به مونيكا لآخر مرة مع كلينتون إذ ترك الأخير آثاره عليه التي تستطيع المعامل أن تثبت بأنها تعود لصاحب الأثر الرئيس الأميركي.
إن لعنة مونيكا استمرت تلاحق كلينتون حيث بعد رفع أمر الرئيس إلى الكونغرس وتبرئته من قبل مجلس الشيوخ (شباط/1999) بعد اتهام مجلس النواب لـه بالخيانة لحنثه باليمين واضطراره للاعتذار من الشعب الأمريكي وإعاقة سير العدالة في (ك1 /1998) (والتي حاول تغطيتها بإثارة حرب مفتعلة ضد العراق معروفة قصتها في ذات التاريخ ثم ظهر ليحيي العرب والمسلمين برمضان) يسعى المستشار المستقل (روبرت راي) الذي خلف (ستار) (وطبقاً لقانون الاستشارات القضائي الأمريكي الذي استحدث عام (1978) بعد فضيحة وترغيت الذي يمنح ممثلي الادعاء الحرية في التحرك بعيداً عن