بیشترلیست موضوعات الفساد والإصلاح الباب الأول
دراسة في الأبعاد التاريخية وأبعاد المفهوم الفصل الأول الفساد CORRUPTION الفصل الثاني الإصلاح REFORM الباب الثاني
أنماط الفساد ملامح الفساد وطبيعته
The Shape & Nature of Corruption الفصل الأول الفساد الاجتماعي الفصل الثاني الفساد الإداري الفصل الثالث الفساد الاقتصادي الفصل الرابع الفساد السياسي 1 ـ فساد القمة (Top - Corruption): 2.فساد الهيئات التشريعية والتنفيذية: الباب الثالث
المتغيرات المؤثرة في ازدياد الفساد في عالم الشمال واستشرائه في عالم الجنوب الفساد والخوصصة دوائر المال والأعمال عضوية مجالس إدارة الشركات الباب الرابع
النتائج السلبية للفساد أثر الفساد في التنمية الفصل الثاني أثر الفساد في السيادة وسداد الديون الخارجية والنظام العام الفصل الثالث أثر الفساد في الكفاية وقيم المجتمع الباب الخامس
سبل مواجهة الفساد الفصل الأول سبل المواجهة في الصعيد الداخلي 2-تنشيط فرص الإصلاح الفصل الثاني سبل المواجهة على الصعيد الخارجي توضیحاتافزودن یادداشت جدید
والتعليم طالما إن الإنسان في داخله قابل للتعلم. ولقد حدد فلاسفة السياسة منذ أزمنة سحيقة بأن هدف التعليم هو توجيه الشباب إلى معرفة القوانين الصحيحة كما جاء على لسان أفلاطون أي بناء الشخصية الاجتماعية ذات القابلية على التصرف السوي (بالتنشئة السليمة) ولذلك نرى أن الإسلام حث على هذا المنحى أيضاً بالتنشئة على الوجه الأكمل وأن يكون العدل والقسط في المجتمع هو الأساس ولو على النفس لقوله تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين إن يكن غنياً أو فقيراً فالله أولى بهما فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا وإن تلوا أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا صدق الله العظيم. حيث نرى هنا التوجيه الإلهي يحث على البناء الأخلاقي، وعلى التنشئة بأفضل صورها بحيث تصل إلى قول الحق وإقامة العدل مع أقرب المقربين قربة لله تعالى. على أن التنشئة الاجتماعية لعالم اليوم تناولتها البحوث والدراسات السيكولوجية لميادين مختلفة من حياة الإنسان في بدايتها (مرحلة الطفولة)، وخلال تطورها الاجتماعي (المراحل الأخرى)، حتى إن علماء تلك البحوث درسوا طرق الولادة وكميات الأدوية المعطاة للأم وانعكاسها على تصرفات الأطفال لإمكانية وضع الحلول لتنشئتهم بشكل سليم. وتأخذ تلك الدراسات بعين الرعاية العلاقة بين الطفل والأم لما لها من تأثيرات على الأخلاقيات والتصرفات مستقبلاً ويرى علماء البحوث النفسية أن الآباء قد يشجعون أبناءهم على التصرف السيئ أو الحسن من خلال علاقتهم البعض مع البعض الآخر. على أن التنشئة الأخلاقية بين الآباء وأبنائهم تظهر من خلال هذه العلاقة بين الاثنين فالعلاقات الإيجابية (كالثناء والمديح وتقديم الهدايا) لها تأثير على سلوك الطفل مستقبلاً. وبالفعالية نفسها، للعلاقات السلبية تأثير أيضاً. حيث يؤدي العقاب إلى زرع روح العداء في شخصية الطفل أيضاً مستقبلاً. إن الدراسات السيكلوجية تؤكد أن السلوك غير القويم يمكن تقويمه بالتعليم والاختلاط بالأقران الجيدين. وتدل البحوث على أن تصرفات الطفل مستقبلاً يحددها نوع العلاقات الاجتماعية (فالأمانة، الإخلاص، الحرص، اختيار الهوية، الانتماء لحزب ما والسلوك الاجتماعي) كلها للمحيط الذي نشأ به الطفل أثر فيها. ولهذا يلاحظ أن لظاهرة افتراق الأبوين أثراً على السلوك الاجتماعي للأطفال فيما بعد فقد كشفت دراسة بدأت عام (1971) على عينة من (100) طفل أميركي واستمرت لغاية بلوغهم سن الرشد أن (60%) من الشباب الناشئ الذي كان ضحية طلاق الأبوين يقعون ضحايا لأخطاء كبيرة أثناء حياتهم. وإن (25%) منهم يعانون الإدمان على المخدرات والكحول قبل سن الأربعة عشر عاماً وأكدت الدراسة على أنه كلما كان عمر الطفل عند الافتراق صغير كان لذلك أثر في حياته الاجتماعية عند نشوئه. نستدل مما تقدم أن للتنشئة القويمة نسبة كبيرة لتحقيق أشكال مختلفة من السلوك الاجتماعي القويم أو المنحل بخلافها لدى الأفراد مستقبلاً. ولكي نسبر غور الموضوع بشكل أوسع لإيضاح هذه المقدمة ومدى ارتباطها بموضوع بحثنا نشير: إن موضوع الدراسة هذه محدد للفترة من (1990-2000) أي دراسة العشرية الأخيرة للقرن العشرين وضمن هذا المبحث علينا التطرق لحوادث الفساد الاجتماعي ضمن هذه العشرية ونحن إزاء هذا لسنا بصدد سرد قصص وإنما أمام بحث علمي يستدل بالوقائع لإثبات مدى تأثير ذلك على الحياة الإنسانية وخطورته على المجتمعات. لقد برزت في العشرية الأخيرة مفاهيم كان من أبرزها على صعيد السياسة والاقتصاد هو مفهوم العولمة (Globalization) التي كان من إفرازاتها على الصعيد الاجتماعي ثلاثة محاور وجد أنها كانت على أشدها خلال العشرية المذكورة (على سبيل الحصر) وهذه المحاور هي: 1) فضائح كبار مسؤولي الدول الأخلاقية.