الفصل الثاني الإصلاح REFORM - فساد و الاصلاح نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

فساد و الاصلاح - نسخه متنی

عماد صلاح عبد الرزاق الشیخ داود

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الشخصي).

يذكر أنه لصندوق النقد الدولي (IMF) مفهومه الخاص (للفساد) الذي يرى فيه:

(علاقة الأيدي الطويلة المتعمدة التي تهدف باستنتاج الفوائد من هذا السلوك، لشخص واحد، أو لمجموعة ذات علاقة من الأفراد).

مما تقدم نخلص إلى حقيقة مفادها:

أنَّ الفساد ظاهرة عرفت تفسيرها معاجم اللغة والكتب السماوية وآراء المتخصصين، فهي تعني تحول الشيء من حالته الطبيعية المقبولة إلى حالة متفسخة غير مقبولة.

إنها استغلال فرد أو (مجموعة أفراد) ذوي منصب حكومي لوضعهم الوظيفي للحصول من ورائه على مردود يكون (مادياً، أو معنوياً) بقبول رشوة أو بتهيئة منصب لمحاسيبهم.

إنه ببساطة إساءة للثقة العامة واعتداء على النزاهة التي ترجى في الموظف العام، فهو النخر في جسد المجتمع الذي يفضي إلى تهتكه وسقوط القيم الأخلاقية فيه، الناجمة عن تفكيك وسائل السيطرة للنظم السياسية الفاقدة للمصداقية في ممارستها، المتجاوزة عن استغلال الحق العام للنفع الخاص.

الفصل الثاني الإصلاح REFORM

1ـ البعد التاريخي للإصلاح

لاحظنا فيما سلف عند معالجة البعد التاريخي للفساد، أن الظاهرة عرفت منذ الأزل ومستمرة حتى يومنا الحاضر. وبغية إيجاد العلاج الناجح للخلاص من الأثر السلبي للظاهرة المذكورة عرف الإصلاح منذ القدم على وجه البسيطة أيضاً.

حتى أن التاريخ يحدثنا بأن الإصلاح ظهر مع ظهور أولى حالات الفساد في الأرض، عندما قتل قابيل أخاه هابيل، وحيرته في أمر أخيه المقتول الذي يحمل جثته، حيث أرسل رب العزة (سبحانه وتعالى) (في درس إصلاحي للبشرية) غراباً لمواراة سوءة غراب آخر ميت، لكي يتعلم منه ابن آدم كيف يواري سوءة أخيه (تعفن جثته وفسادها).

وعندما سأل قابيل نفسه السؤال المحير عن عجزه عن مواراة (سوءة أخيه)، برزت إلى حيز المعرفة الإنسانية ظاهرة (الإصلاح) كمعاكس للفعل الفاسد الذي أتت به يد ابن آدم هذا.

كما جاءت به الآيات البينات لقوله تعالى:

بسم الله الرحمن الرحيم فطوعت لـه نفسه قتل أخيه فقتله فأصبح من الخاسرين فبعث الله غراباً يبحث في الأرض ليريه كيف يواري سوءة أخيه قال يويلتي أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوءة أخي فأصبح من النادمين صدق الله العظيم.

فضلاً عما تقدم يحدثنا التاريخ أيضاً، أن السلالات السومرية (في أرض العراق) عرفت شكل الإصلاح، حيث عثر المنقبون في آثار (مملكة أشنونة) على رقم طينية (لم يتم التعرف على مشرعها) فيها الكثير من نواحي الإصلاح، كتحديد أسعار المواد، وتحديد أسعار العبيد، بالإضافة إلى قوانين عدة تنظم الحياة الاجتماعية.

بعد ذلك ومع تطور شكل الدولة ومعرفة القوانين يذكر لنا التاريخ بأن أهم إصلاحي عرفه (عند فجره) هو العراقي سادس ملوك سلالة بابل الأولى (حمو ـ رابي) الذي سن قانوناً موحداً للبلاد في مسلته الشهيرة مضمناً إياه العديد من المناحي الإصلاحية كمعالجة الاتهام بالباطل وشهادة الزور، وتغيير القاضي حكمه بعد إصداره، ومواد خاصة بالأموال والسرقات، بالإضافة إلى الأحوال الشخصية وتوجيه المجتمع ضد الفساد الاجتماعي.

جدير بالذكر وضمن ما يعرف اليوم بالشروط السياسية لمكافحة الفساد (كالمساءلة) و(حسن الحكم) عالج (حمو ـ رابي) كثيراً من المشكلات، حيث أولى (مساءلة) القضاة أهمية بالغة وعمل على مكافحة الرشوة في أوساطهم وكان يضرب بشدة على أيدي المتجاوزين، هذا فضلاً عن إجبار تشريعاته بعض حكامه على رد حقوق الآخرين، التي بها يكون قد أثبت مبدأ (حسن الحكم) المعروف في عالم اليوم.

وبانتقالة من حضارة وادي الرافدين إلى الإغريق يظهر لدينا أنهم عرفوا ظاهرة الإصلاح أيضاً على صعيد ممارستهم

/ 133