بعد أن بينا ما للأدوار الرقابية للبرلمان والقضاء ونظام المفوض العام والإعلام من أثر واسع في إصلاح الفساد، لا بد أن نذكر محاور أخرى ترى الدراسة أنها مكملة لما أسلفناه، التي تعزز من الإحاطة بالفساد واستئصاله، وهذه المحاور توضحها الفروع الآتية:
الفرع الأول: الحل الديمقراطي لمشكلة الفساد
اعتاد الناس تداول عبارة، اتخذتها الأوساط التي تعنى بصحة الإنسان دليل عمل في الكثير من وسائل عملها لمكافحة الأمراض وهي عبارة: ((الوقاية خير من العلاج)) ونحن نرى أن الفساد وباء يصيب المجتمعات، ويتطلب استخدام العبارة السالفة أيضاً، قبل فتكه بالمجتمعات، والأكلاف العالية لمكافحته إذا ما استفحل. ومن منظور الوقاية حصراً، فإن الدول الديمقراطية تظهر إمكانيات للحد من الفساد والوقاية منه أكثر من الدول غير الديمقراطية، فاحتكار السلطة في الأخيرة يكون العامل الأول والأهم للفساد وخصوصاً، على حد تعبير /أ. د. مصطفى كامل السيد/ في هذا الجانب، ما اكتشفته قضية التعاقب على السلطة التي تغيب فيها الديمقراطية بشكل كامل وهو ما نراه في الكثير من دول عالم الجنوب. إن الإقرار بالمبدأ الديمقراطي السلمي للسلطة وتداولها الذي تعرفه الكثير من دول عالم الشمال وعالم الجنوب، يضع القيود على وجود حكومة دائمة وكذلك استمرار معارضة