تنقیح فی شرح العروة الوثقی

السید ابوالقاسم الخوئی

جلد 3 -صفحه : 546/ 258
نمايش فراداده

و يقع الكلام فيها تارة من حيث السند ، و اخرى من ناحية الدلالة .

اما السند فالظاهر انه لا بأس به ، فان سليمان موثق لالتوثيق العلامة إياه لما نراه من ضعف مبناه في التوثيق ، فانه يعتمد على كل امامى لم يظهر منه فسق اعتمادا على اصالة العدالة و هو كما ترى ، بل لوقوعه في أسانيد كامل الزيارات ( 1 ) .

و اما الدلالة فالظاهر انها أجنبية عما نحن فيه من فرض الدوران و انما هي ناظرة إلى بيان حد المرض الذي ينتقل معه إلى الصلاة جالسا و انه يستعلم ذلك بالعجز عن المشي مقدارا من الزمان الذي يسع لوقوع الصلاة فيه قائما ، كأربع دقائق مثلا ، فان المريض ربما يقوم و يمشي لبعض حوائجه كقضاء الحاجة و نحوه فان رأى من نفسه انه يتمكن من المشي هذا المقدار كشف ذلك عن قدرته على الصلاة قائما ، فان القدرة على المشي تستدعي القدرة على القيام بطريق أولى ، و إن رأى من نفسه العجز عن ذلك كشف عن العجز عن القيام ، فتنتقل الوظيفة حينئذ إلى الجلوس .

هذا هو ظاهر الرواية و هو كما ترى أجنبي عن محل الكلام .

إلا انه مع ذلك يجب رد علمها إلى أهله ، ضرورة ان العجز عن المشي مقدار الصلاة مستمرا كأربع دقائق مثلا لا يلازم العجز عن الصلاة قائما حتى يكون إمارة عليه ، و كاشفا عنه لعدم استمرار القيام في هذه المدة حال الاشتغال بالصلاة ، فانه يركع و يسجد خلال ركعاتها فيمكث قليلا في سجوده و قعوده و يستريح هنيئة فيذهب


1 - و لكنه ( دام ظله ) عدل عنه اخيرا لعدم كونه من مشايخ ابن قولويه بلا واسطة .