تنقیح فی شرح العروة الوثقی

السید ابوالقاسم الخوئی

جلد 3 -صفحه : 546/ 363
نمايش فراداده

عن الطبيعي لا تستلزم الحكاية عن الافراد فما هو الموجود في الخارج و هو الفرد مقصود بالحكاية على الفرض ، و ما هو المقصود موجود مستقلا ، إذ ليس النازل إلا الفرد دون الجامع .

هكذا أفيد .

و لكنه كما ترى واضح البطلان ، ضرورة ان الطبيعي و ان لم يكن له وجود مستقل وراء فرده إلا انه لا اشكال في وجوده خارجا بوجود الفرد ، و ان كليهما موجودان بوجود واحد يصح اسناده و إضافته إلى كل منهما حقيقة و من دون عناية .

فوجود زيد في الدار بعينه وجود للانسان و مصداق للكلي المتحصص بهذه الحصة ، فيضاف ذاك الوجود إلى الفرد و إلى الطبيعي من نوع أو جنس قريب أو بعيد .

و عليه فالنازل على الرسول الاكرم صلى الله عليه و آله و ان كان هو الفرد المعين و الحصة الخاصة إلا ان ذلك الوجود كما يضاف إلى الفرد يضاف بعينه إلى الطبيعي و الجامع المتحصص بتلك الحصة ، فكل منها صالح لاضافة الوجود و اسناد النزول اليه ، و كلاهما قرآن و ان كانا موجودين بوجود واحد كما عرفت ، و لا ينفك أحدهما عن الآخر بالضرورة ، فقصد الجامع قصد للقرآن و حكاية له بلا اشكال .

و كيف يمكن ان يقال ان تلاوة " فبأي آلاء ربكما تكذبان " بقصد طبيعي المقرو ، و الجامع المنزل على النبي صلى الله عليه و آله في سورة الرحمن من نية التعيين في خصوص الآية الاولى منها أو ما عداها ليس من القرآن و ان ذلك بمثابة قراءتها من قصد الحكاية أصلا حيث عرفت انها لا تعد من القرآن ، بل قول مشابه له و لفظ مماثل معه ، فان الفق بينهما في غاية الوضوح .