هاتان الكلمتان لا يليهما إلا فِعل: (قلَّما) يليها فعل مضارع أو ماض؛ أما (طالما) فمخصوصة بالماضي.
1- جاء في (المعجم الوسيط): "قَلَّ الشيءُ يَقِلُّ قِلَّةً: نَدَرَ. وقلَّ: نَقَصَ. ويقال: هو يقلُّ عن كذا: يصغُر عنه. وقد تتصل (ما) بـ (قَلَّ) فتفيد النفي الصِّرف أو إثبات الشيءِ القليل. يقال: قلّما يُخْلِفُ النبيل وعْدَه. قلّما تجد الصديقَ الوفيّ."
قال مصطفى صادق الرافعي (وحي القلم 2/220): "... وقلّما رأيت رجلاً يستحقها إلا وهو لا يحتاج إليها."
2- جاء في معجم (متن اللغة): "طال الشيءُ: امتدَّ."
وجاء في (المعجم الوسيط): "طال يطول طُولاً: علا وارتفع."
(طالما) مركّبة من (طال) و( ما). ومعناها: طال، كقول الحريري في مقالته الصنعانية:
"طالما أيقظك الدهرُ فتناعَسْت." [أيقظ: فعل ماض !]. أي طال إيقاظ الدهر إياك.
طالما أوْفَيْتَ بوعدك: طال إيفاؤُك بوعدك.
طالما نصحت لك ألاّ تشارك هذا الرجل. طالما حذّرتك (من) مَغَبَّة هذه الأعمال!
في هذه النماذج استُعملت (طالما) استعمالاً صحيحاً. ولكن كثيراً ما يُخْطئون في استعمالها: فيقولون:
- لن ينجح فلان طالما هو منغمس في اللهو.
- طالما أنت بخير فأنا بخير! (يليها هنا ضمير!)
- لِمَ لا يشتري سيارة طالما يملك مالاً كثيراً؟ [يليها هنا مضارع، لا ماض !!]
- سوف تنجح طالما تسهر الليالي في الدراسة.
والوجهُ أن يقال:
- لن ينجح فلان ما بقي / مادام منغمساً...
- أنا بخير ما دُمْتَ بخير.
- لم لا يشتري سيارة، وهو يملك الكثير من المال؟
- سوف تنجح لأنك تسهر الليالي...