100- (إنْ) و(إذا) الشرطيتان: أوجه الشبه والاختلاف بينهما
سنقْصِر الحديث فيما يلي على (إنْ) و(إذا) الشرطيتين، علماً بأنهما تكونان غير شرطيتين أيضاً.[قد تتجرد (إذا) للظرفية المحض، غير متضمنة معنى الشرط. فتكون ظرفاً للحال بعد القَسَم، نحو: ?والنجم إذا هوى?؛ ?والليل إذا يغشى? فهي هنا بمعنى (حين). وتكون للزمان الماضي، نحو:? حتى إذا ساوى بين الصَّدَفَيْن قال انفُخُوا?؛ وللاستمرار في الماضي دون الشرط، نحو: ?وإذا رأوا تجارةً أو لَهْواً انفضّوا إليها?؛ ?وإذا لقُوا الذين آمنوا قالوا آمَنّا?. وتكون للوقت المجرّد، نحو: صَلِّ إذا طلع الفجر، أي وقتَ طلوعه.]للشرط جملتان: جملة للشرط، وأخرى للجواب (أو الجزاء).(إنْ) أداة شرط جازمة - ومن المقرر أن أداة الشرط الجازمة - مهما تكن صيغة فعل الشرط أو جوابه - تجعل زمن شرطها وجوابها مستقبَلاً خالصاً، نحو:إنْ جئتني أكرمتُك. إن تَجِئْني أُكرمْك.(إذا) ظرفٌ للمستقبل غالباً، متضمن معنى الشرط غالباً. وقد اجتمع النوعان -الظرفية الشرطية والظرفية المحضة - في قول الشاعر:إذا أنت لم تَتْركْ أخاك وزَلَّةً - إذا زَلَّها - أو شكتما أن تَفَرَّقاوتضاف (إذا) الظرفية الشرطية إلى جملة فعلية خبرية هي -في الأكثر- ماضوية. وقد اجتمع النوعان في قول الشاعر:والنفس راغبةٌ إذا رغَّبْتَها وإذا تُرَدُّ إلى قليلٍ تَقْنعُومثال الجملة الخبرية المضارعية أيضاً:وإذا تكون كريهةٌ أُدعى لها وإذا يُحاسُ الحَيْسُ يدعى جُنْدُبُوالماضي في شرطها أو جوابها مستقبَلُ الزمن، سواء أكان ماضي اللفظ أم كان ماضياً معنىً وحُكْماً دون لفظ، وهو المضارع المجزوم بـ (لَمْ)، نحو:إنَّ السماء إذا لم تَبْكِ مٌقْلَتُها لم تضحكِ الأرض عن دانٍ من الثَّمرِ(كُسِرت كاف تضحك لالتقاء الساكنين).إذا أنت أكرمتَ الكريمَ مَلكْتَهُ وإنْ أنت أكرمْتَ اللئيم تَمَرَّداأحكام (إنْ) و(إذا)