جاء في (المعجم الوسيط): "دام الشيء يدوم دَوْماً ودواماً: ثَبَتَ. (مادام): يقال: لا أجلسُ ما دُمْتَ قائماً: مدةَ قِيامك."يقال على الصواب: يستحق المَرْءُ الاحترام والتكريم مادام شريفاً.ويرى بعض العلماء أنه لا يصحّ تَقَدُّم (مادام) - أي لا يصحّ أن تجيء في صدر الجملة، نحو: (مادام عليٌّ مجتهداً في دروسه فسيكتب له النجاح.) - وأنه يجب تأخرُّ (مادام) عما يكون مظروفاً أو جملة، نحو: ? ... وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دُمْتُ حَيّاً?. ونحو:لا طِيْب للعيش مادامت منغَّصَةً لَذَّاتُه بادِّ كار الموتِ والهَرَمِوالحق، أن تَقَدُّم (مادام) هذه قديم صحيح، ورد في كلام الفصحاء. قال عبد الرحمن الداخل (ت 171هـ)، وكان من البلاغة بالمكان العالي:مادام من نَسْلي إمامٌ قائمٌ فالمُلْكُ فيكم ثابتٌ متواصلُوقال الخليل الفراهيدي لرسول سليمان بن علي (عمِّ السفّاح والمنصور) وهو يشير إلى خبزٍ بيده: "مادمت أجده فلا حاجة لي إلى سليمان."وقد أورد الأستاذ صبحي البصّام - في مقالة نشرتها مجلة (مَجْمَع اللغة العربية بدمشق، المجلد 57، الجزء الرابع، ص 639) - 24 شاهداً قديماً فصيحاً على استعمال (مادام) المصدرية الشرطية. ونلاحظ اقتران جوابها بالفاء، على المنهاج في الحالات التي يقتضيها جواب الشرط.والملاحَظ في أيامنا هذه أن (مادام) تُستعمل في غير ما وُضعت له:فيقولون:- ومادُمْتَ قد جئت إلى دمشق فَلِمَ لم تَزُرْني؟- عليك ألاّ تُحْجِم عن مساعدته مادمت وَعَدْته!- ومادُمْنا نعرف أثره الخطِر فيجب أن نحتاطوالوجْه أن يقال:- وإذ قد جئت إلى دمشق فَلِمَ لم تَزُرْني؟- عليك ألاّ تحجم عن مساعدته بعد أن وعَدْته!- ولأننا نعرف أثره الخطِر، يجب أن نحتاط.