أولاً: يجب فتح همزة (إنَّ) في موضع واحد هو: أنْ تقع مع معمولَيْها (أي اسمها وخبرها) جزءاً من جملة مفتقرة إلى اسم مرفوع، أو منصوب، أو مجرور، ولا سبيل للحصول على ذلك الاسم المطلوب إلا من طريق مصدر مَسْبوكٍ من (أنَّ) مع معموليها. ففي مثل: (سَرَّني أنك بارٌّ أهلَك) لا نجد فاعلاً صريحاً للفعل (سَرَّ) مع حاجة كل فعل إلى فاعل. ولا وسيلة هنا للوصول إليه إلا بسَبْك مصدر مؤوَّل من (أنَّ) مع معموليها، فيكون التقدير: سَرَّني بِرُّكَ أهلَك.علمت أنك مسافر علمتُ سفركتألمتُ من أنَّ صديقي مريض تألمت من مرض صديقي[انظر (النحو الوافي 1/642).ثانياً: إذا لم يَصِحَّ أنْ يُسْبك من (أنّ) ومما بعدها مصدر، وَجَبَ كسر همزتها، نحو:?إنّ ربَّكَ لَيحكُم بينهم?.?إنَّ في ذلك لَعِبْرة?.?إنا فتحنا لك فتحاً مُبيناً?.ثالثاً: إذا كان الكلام بعد فعل (القول) أو مشتقاته يحكي(يَروي) نَصَّ المَقُول بلفظه، وَجَبَ كسْر همزة (إنّ)، نحو: ?قال إني عبد الله?.?قال إنه يقول إنها بقرةٌ صفراء?.فتعبير (إنه يقول) يعني أنّ هذا نص كلام سيدنا موسى، و(إنها بقرة صفراء) نص كلام ربِّه تعالى.قال الشاعر:تُعَيِّرُنا أنّا قليلٌ عديدُنا فقلت لها: إنّ الكرامَ قليلُ· أما إذا كان (القول) بمعنى الظن فلا تكسَر همزة (إن)، نحو:(أتقول المراصد أن الجوَّ بارد في الأسبوع المقبل؟) أي: أتظن ذلك؟- وكذلك تُفتح همزة (أنّ) بعد (قال) إذا لم يُرِدِ المتكلمُ حكايةَ مفعولها، نحو:قال القاضي أنّه يوافق على مقترحات المحامي.ولكن: قال القاضي: إني أوافق على مقترحات المحامي.- لننظر في هذه العبارة: قال اني أُحبّ الشِّعر.إذا كسرتَ همزة (إنّي)، فالمعنى أن هذا هو نَصُّ كلامه، أي هو يُحب الشِّعر.وإذا فتحتها: (أنّي)، كان معنى كلامك أنه قصد أنك أنت تحب الشعر.