إذا أراد الكاتب إبراز وسيلة إيقاع الفعل، عَدَّاه بـ (باء الاستعانة):· الداخلة على الأداة أو الآلة التي أوقعت الفعل، نحو: كتبت بالقلم؛ سافرت بالسيارة؛ حفرت بالمِعْوَل.· الداخلة على مصدر فعلٍ آخر، نحو: نجحتُ بفضل الله؛ أنجزت العمل بعَون الله؛ حدث الصلحُ بيني وبينهم بتَوَسُّط فلان؛ سقيتُ الأرض بوساطة النواعير.· جاء في (المعجم الوسيط) وفي غيره: "وَسَطَ الشيءَ يَسِطُهُ وَسْطاً وسِطَةً [ووُسُوطاً]: صار في وَسَطه. يقال: وَسَطَ القومَ والمكانَ فهو واسط (وهي واسطة). ووَسَطَ القومَ وفيهم وساطةً [أي وَسَطَ الرجلُ قومَهُ وفي قومِهِ]: توسَّطَ بينهم بالحقّ والعدل."· فالوساطة مصدر، وكذلك التَوَسُّط. والواسِطَ هو المتوسِّط.· وجاء في (المعجم الوسيط): "واسطة القلادة: الجوهر الذي في وسطها."· وجاء في (أمالي المرتضى): "ذكر فلانٌ أن أباه كان الواسطة بينهما."والواسطة في الأصل صفة. لكنها انقطعت أحياناً في الاستعمال عن موصوفها، فغَلَبَت عليها الاسمية، وأُنزلت مَنْزلة الأسماء بتقدير (أداة واسطة)، واستعملها النحاة بهذا المعنى.فالأصل في "واسطة القلادة": "الجوهرة أو الدُّرة الواسطة للقلادة" أي: المتوسّطة.والتقدير فيما جاء في (الأمالي): "أي كان أبوه الوسيط أو الأداة الواسطة بينهما، وهذا مجاز."· يقول ابنُ مالك في ألفيَّته:التابعُ المقصود بالحُكم بلا واسطةٍ هو المسمى بَدَلاْ· ويقول ابن الخشّاب: لأن المتعدي إذا استوفى معموله الذي يتعدى إليه بنفسه، لم يتعدَّ إلى غيره إلا بواسطة.· واستعمل أبو البقاء الكفويّ في (كُلّيّاته) كلمة (بواسطة) كثيراً. وأبو البقاء مَنْ تَعْلم تبسّطاً في العربية واستبحاراً وسَعَةَ اطلاع. من ذلك قوله في الجزء الخامس ص 235: الفعل المنفي لا يتعدى إلى المفعول المقصود وقوع الفعل عليه إلا بواسطة الاستثناء.