ترِدُ (إنْ) على أَوْجُهٍ:1- أوّلها: أن تكون شَرطية، نحو: (إنْ تَدرُسْ تنجحْ). ونلاحظ أن الجواب / الجزاء، أي (تنجح) مُسَبَّبٌ عن الشرط (تدرس). بعبارة أخرى، النجاح مُعلَّقٌ على تحقيق الدراسة.· وفي التنْزيل العزيز: ?وإنْ تَعوْدوا نَعُدْ?؛ ?إنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لهم?.· ويكثر وقوع (ما) الزائدة بعد (إنْ) الشرطية، فتُدغم فيها النون نطقاً وكتابة؛ كقوله تعالى في الوالدين: ?إمّا يَبْلُغنَّ عندك الكِبَرَ أحدهما أو كلاهما فلا تَقُلْ لهما أُفٍّ...? وتسمّى في هذه الصورة: (إنْ) المؤكَّدة بـ (ما).· ملاحظة: هنالك حالات يُحذف فيها فعلُ الشرط، أو جواب الشرط، أو كلاهما. فمثلاً: يُحذف فعل الشرط بعد (إنْ) المردَفة بـ (لا)، نحو: تكلمْ بخير وإلاّ فاسكُتْ (أي: وإلا تتكلم بخير فاسكت).2- ثانيها: أن تكون (شَرطية معترضة)(1) ولا يكون (لشَرطها) جواب! وليس المراد بـ (الشرط) هنا حقيقة (التعليق)، لأن التعليق يقتضي تَرتُّبَ أمر على أمر (كما في إن تدرس تنجح).وفيما يلي بعض الأمثلة:· قال أبو العلاء المعرّي:وإني وإنْ كنتُ الأخيرَ زمانُه لآتٍ بما لم تستطِعْه الأوائلُ· وقال ابن الرومي متحدثاً عن أُنْسِ الخليل:خليلٌ أظلُّ إذا زارني كأني أُنْشأُ خَلْقاً جديداأراني-وإنْ كثُر المؤنسون- ما غاب عني، وحيداً فريدابلَوْتُ سجاياه في النائبات فلم أَبْلُ مِنهُنَّ إلا حميدا[(الواو) قبل (إنْ) حالية. ما غاب عني = طَوال غيابه عني.]· الحريص- وإنْ كثُر مالُه- بخيل.· هذه النسخة- وإنْ لم يسقط منها أوراق وأبواب بتمامها- قد عَرِيَتْ من سمات الأصالة.· أُحبُّ ابني وإن عصاني.· ذلك دورٌ مضى، وإنْ بقيَتْ آثاره.ملاحظة: (إنْ) بالمعنى المذكور تقول عنها بعض المراجع أنها بمعنى (لو)؛ فقد جاء في معجم (متن اللغة): [وتكون بمعنى (لو)، نحو أَكْرِمْه وإنْ أَهانَكْ].