جاء في كتاب (جامع الدروس العربية) للشيخ مصطفى الغلاييني:أ - "في النسبة معنى الصِّفَة، لأنك إذا قلت (هذا رجلٌ بيروتيّ) فقد وصفته بهذه النسبة. فإن كان الاسم صفةً، ففي النسبة إليه معنى المبالغة في الصفة..."إذن تجوز النسبة (أو النَّسَب) إلى الاسم وإلى الصفة.ب - يفيد النسبُ الانتماءَ أو الصلة أو الارتباط. فإذا قلنا مثلاً: (هذا رجلٌ دمشقيّ)، فالمعنى أن المنسوب (دمشقي) ينتمي إلى المنسوب إليه (دمشق).كما يفيد الشَّبَهَ أحياناً: فإذا قلنا: (هذا مُركّبٌ عجينيّ، وذاك سائل حليبيّ، ولهذا الطفل جِلدٌ حريريّ)، فالمعنى أن للمركّب صفات العجين (أو يشبه العجين)، وأن السائل يشبه الحليب، وأن جلد الطفل كالحرير...ج - كلمة ( رئيس) في الأصل صفة تعنى في دلالتها اللغوية: الشريف، وسَيِّد القوم، أي مَن له الصدارة والتقدم على سواه. لذا يوصف بها - على سبيل التشبيه - الشخص المُبرِّز في علمه أو فنّه أو فضله. وقديماً قالوا: الشيخ الرئيس ابن سينا.كما يوصف بها الشيء الذي يَنْزل من غيره من الأشياء مَنْزلة السيد من قومه. ففي الجسم البشري أعضاءٌ لا يعيش الإنسان بفقد واحد منها (هي: القلب، والدماغ، والكبد، والرئتان، والكليتان) وقد وُصِفت قديماً بأنها (الأعضاء الرئيسة).د -كثيراً ما نصادف في كتابات المُحْدَثين عبارات مثل: عنصر رئيسيّ، وظيفة رئيسية، شخصيات رئيسية، الخ... ويُخَطِّئ بعضُ النقّاد هذا الاستعمال، أي الوصف بصيغة النسَب إلى (رئيس)، قائلين بأن التعبير لا يصحّ إلا بدون ياء النسَب المشددة!أما حُجّتهم في ذلك فهي أن الوصف بـ (رئيسي) لم يرد في الكتابات القديمة، وأن المنسوب يختلف عن المنسوب إليه. فالدمشقي هو غير دمشق، مثلما أن الملكيّ هو غير المَلِك!