المصدر اسم معنى يدل على حدث مجرد، غير مقيد بزمان ولا بمكان، ولا هيئة حدوثة أو مرات حدوثه، ولا يدل على من أحدثه أو اتصف به، ولا على من وقع الحدث عليه. فهو يدل على معنى ذهني مطلَق من كل القيود والعلاقات.والمصدر المؤكِّد لفعله هو (المطلَق) حقاً، فلا وجه لتثنيته أو جمعه. ولكن حين يكون مُبيِّناً لنوعه أو عدده، لا يكون (مطلقاً) بل مقيداً بنوعه أو عدده. وهذا يدل على أن لهذا المصدر أكثر من نوع وأكثر من مرة. فكِلا هذين المصْدريْن - إذن - قد خرج من الإطلاق والشمول إلى التقييد والتحديد. وتنوُّعُه وتعدُّدُه يجعلانه قابلاً للتثنية والجمع. فيقال: تمهيدان انفجاران قَوميّتان، تمهيدات انفجارات قوميّات.وكثيراً ما يُستعمل المصدر كأنه اسم مشتق (اسم فاعل أو صفة مشبهة مثلاً). فيبقى على إفراده (اتّباعاً لأصله) أو يثنى ويجمع إذا ساغ، حين يكون موصوفه مثنى أو جمعاً (اتّباعاً لقاعدة مطابقة الصفة للموصوف عدداً). فيقال: القاضي عَدْل (أي عادل)، والقاضية عدل؛ وكذلك القاضيان أو القضاة، أو القاضيتان أو القاضيات - عَدْل. كما يقال: القاضيان أو القاضيتان عَدْلان، والقضاة أو القاضيات عُدُول.والخلاصة، لا يُجمع المصدر إلا إذا عُدِل به عمّا وُضع له، ولم يبق له من مَصْدريته إلا اللفظ. أي خرج عن المصدرية وانجذب إلى الاسمية، نحو: عِلْم علوم، عقل عقول، ظنّ ظُنون...ولن نتوقف طويلاً عند جمع المصادر المختومة بتاء التأنيث أو ألِف التأنيث المقصورة، ذلك أنّ جمعها بالألف والتاء قياسي. ومن هذه المصادر ما هو أصلي، نحو: تحيّة، تهنئة، صناعة، بطولة، عبادة، توصية، تجلية، تذكِرة... فيقال في جمعها: تحيات، تهنئات... وكذلك عند الوصف بمصدرٍ كهذا، نحو: رَجلٌ ثقة، رجال ثِقات.§ وهناك: ذكرى، فكرى، رُجْعى، فحوى، طوبى.. فيقال في جمعها: ذِكريات، فكريات...