نشرت مجلة (العربي) [العدد 225؛ آب 1977) بحثاً رصيناً للناقد اللغوي محمد خليفة التونسي رحمه الله، عنوانه هو عنوان هذه الفقرة. وقد رأيت أن ألخَّصه لفائدته الكبيرة.- ذهب كثير من النحاة القدامى إلى أن جموع التكسير سماعية، خلافاً لما ذهب إليه مجمع اللغة العربية في القاهرة سنة 1937.[قرر مجمع القاهرة سنة 1937 جواز قياس ما لم يُسمع على ما سُمع، وأن المَقيس على كلام العرب هو من كلام العرب."يُخطئ مَن يتوهّم أن كل جموع التكسير سماعية: فهناك جموع التكسير المطّردة التي قد يكون إلى جانبها جموع سماعية للمفردات المدروسة." انظر (النحو الوافي 4/634)، لمؤلفه عباس حسن.]- وجد القدماء في المعاجم مثالين فقط: ملعون ملاعين، مشؤوم مشائيم، فمنعوا القياس عليهما.- وجد بعض المتأخرين في النصوص الأدبية المأثورة عن الفصحاء أمثلة أخرى: مجنون مجانين، منكود مناكيد، مشهور مشاهير، مملوك مماليك، ميمون ميامين...- الكلمات التي وردت على وزن (مفعول) أربعة أنواع:1- الأول يُستعمل مصدراً محضاً للدلالة على الحدث؛ وما كان كذلك لا يُجمع البتة ]انظر الفقرة 54: جَمع المصدر[، نحو قولنا: "هذا الرجل لا معقول له، ولا مجلود، ولا ميسور" أي لا عقل له، ولا جلد، ولا يسار. وأمثلة هذا النوع نادرة.2- الثاني يُستعمل صفةً خالصة كما في قولنا: (كلّ أب مربوط بأولاده). فإذا جمعنا كلمة (مربوط) هنا قلنا: (الآباء مربوطون بأولادهم، والأمهات مربوطات بأولادهنّ) أي: تُجمع جمع سلامة (مذكر سالم أو مؤنث سالم)، ولا تجمع جمع تكسير (مرابيط!!). وأمثلة هذا النوع كثيرة جداً، منها: مسرور مسرورون، مبتور، معقود...، شاعر مطبوع، شعراء مطبوعون...