صادفتُ في مقالة علمية العناوين الفرعية الآتية:جاء في المقال:والوجه أن يقال:· الأسطورةُ الخاطئة للتاريخ· أسطورةُ التاريخ الخاطئة· الأسطورةُ الخاطئة للحجم· أسطورةُ الحجم الخاطئة· الأسطورةُ الخاطئة للالتزام· أسطورةُ الالتزام الخاطئة· الأسطورةُ الخاطئة للدِّقة· أسطورةُ الدقةِ الخاطئةُوقد وردتْ شبيهات هذه العبارات في مقالات أخرى.من الواضح أن عبارات المقال ركيكة... أما العبارات المقابلة لها فهي الصحيحة!قد يقول قائل: في العبارة الصحيحة الأخيرة، إذا لم تُضبط كلمة (الخاطئةُ) بضمةٍ فوق التاء المربوطة، فقد ينصرف ذهن القارئ إلى أنها صفة للدقة.وفي الجواب أقول: إن هذا الكلام يخالف القاعدة (التي سأوردها بعد قليل)، ثم إن السياق يبين أن (الخاطئة) صفة للأسطورة، لأن الدقة توصف بأنها عالية أو منخفضة، لكنها لا توصف بأنها خاطئة!! أما في بقية العبارات الصحيحة فالنعت المؤنث لا يمكن أن يكون للمضاف إليه المذكَّر، فهو حتماً للمضاف المؤنث!وأما القاعدة التي أوردها صاحب (النحو الوافي 3/167) فتنص على أنه:"إذا وقع بعد المركَّب الإضافي نعتٌ، فهو للمضاف؛ لأن المضاف هو المقصود الأساسي بالحُكم. أما المضاف إليه فهو قَيْدٌ." نحو:· جاء تلميذُ عليٍّ المجتهدُ. [المضاف (تلميذ) هو المقصود بالحكم، بالاجتهاد، لا مُعَلِّمُه!]يُستثنى من القاعدة السابقة حالتان:1- أن يقوم دليل على أن المقصود بالنعت هو المضاف إليه؛ نحو:معاوَنةُ الفتاةِ الملهوفةِ واجب؛ وبَذْلُ الجهدِ الصادقِ لإنقاذها واجب. [الملهوف: المظلوم المضطر يستغيث ويتحسِّر (المعجم الوسيط)]من الواضح أن الملهوفة هي الفتاة (لا المعاونة!)، وأن الصادق هو الجهد (لا البذل!).2- أن يكون المضاف هو لفظة (كُلّ).فالأحسن في هذه الحالة مراعاة المضاف إليه، لأنه المقصود الأساسي.