4ً- وقد وُضعتْ (إنْ) -في الأكثر- لتعليق الجواب تعليقاً مجرداً يراد منه الدلالة على وقوع الجواب وتَحقُّقه، بوقوع الشرط وتَحقُّقِه [سواء أكان الشرط سبباً في وجود الجواب، نحو: إن تطلع الشمس يَخْتَفِ الليل، أم غير سبب، نحو: إن كان النهار موجوداً كانت الشمس طالعة].
مثال ذلك قوله تعالى: ?وإنْ تُبْدُوا ما في أنفسِكم أو تُخْفوه يحاسِبْكم به الله?.
5ً- حُكْم (إذا) -مع أنها غير جازمة- هو حكم أدوات الشرط الجازمة [ومنها (إنْ)] من حيث اقترانُ جوابها بالفاء أو عدمُه. وهناك قاعدتان:
إذا لم يَصْلح الجواب لأن يكون شرطاً -وذلك بأنْ كان جملةً اسميةً، أو فعلية فِعْلها طلبيّ أو جامد أو مسبوق بـ (ما) النافية، أو (قد)، أو (لن) أو (س) أو (سوف) أو (ربّما) أو (كأنما)- وَجَبَ اقترانه بالفاء؛ ويلخّص معظمَ هذه القواعد البيتُ الآتي:
وفيما يلي نماذج فصيحة تبيّن كل حالة:
· ?وإذا مَسَّهُ الشّرُّ فذو دُعاءٍ عريض?. (ذو) من الأسماء الخمسة.
· ?وإذا سألَكَ عبادي عني فإني قريب?. (إنَّ) حرف مشبّه بالفعل يدخل على الاسم والضمير (وهو اسم أيضاً).
· إذا أُقيمت الصلاة فلا صلاةَ إلا المكتوبة (حديث شريف).
· إذا أتيتم الصلاةَ فعليكم السكينة. (حديث شريف). حرف الجر (على) دخل على ضمير (اسم)!
· اِبدأ بنفسك فانْهَهَا عن غَيِّها فإذا انتهت عنه فأنت حكيمُ
(أنت ضمير منفصل).
· إذا وَرَّثَ المُثْرون أبناءَهم غِنىً وجاهاً، فما أشقى بني الحكماء
(ما) اسمية للتعجب (نكرة تامة).
· إذا لم يكن عونٌ من الله للفتى فأكثرُ ما يجني عليه اجتهادُه
(أكثر) اسم تفضيل.
· إذا كان لا يريد أن يسمعَ صوتَ الحق، فَهَيْهاتَ أن يسمع صوتَ إنسان.
(هيهات) اسم فعل.
· إذا لم ينتفع بهذا الدواء فعندئذٍ لا بُدَّ من الجراحة. (عندئذ) ظرف، أي اسم.