نحو إتقان الکتابة باللغة العربیة نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
1ً- يمتنع وقوع فعل الشرط ماضيَ المعنى حقيقةً، فلا يصحّ أن نقول: إنْ هَطَل المطر أمسِ يشرب النبات. وأما قوله تعالى على لسان عيسى عليه السلام: ?إن كنتُ قلتُه فقد عَلِمتَه? فالقرائن تدل على أن المراد: إنْ يثْبتْ في المستقبل أني قلتّه فقد عَلِمتَه.2ً- تختص (إذا) الشرطية بالأمر المتيقَّن (أي المحقَّق الحصول) أو المظنون (أي المرجَّح حصوله وتَحَقُّقُه)، ولكن الأول هو الأغلب، نحو:- إذا أقبل الشتاء أقيمُ عندكم. (لا بد أن يأتي الشتاء!)- إذا جئت أكرمتُك. (أنت على يقين من مجيئه)- آتيك إذا احْمَرَّ البُسْرُ، والبُسْرُ لا بد أن يحمرّ فهو التمر قبل أن يصبح رُطَباً.3ً- وتختص (إنْ) الشرطية بالمشكوك فيه (الذي يتساوى فيه تَوَقُّع الحصول وعدم التوقّع) أو بالمستحيل، أو -أحياناً- بالمحقَّق (لنكتة بلاغية)، نحو:- إنْ تدرسْ تنجحْ. (الدراسة مشكوك فيها: قد تحصل وقد لا تحصل!).- إنْ جئتَ أكرمتُك.- ?قلْ إن كان للرحمن ولدٌ فأنا أول العابدين? هنا استحالة! الرحمن لم يلد ولم يُولَد!- ?وما جعلْنا لبَشَرٍ من قبلك الخُلْد، أفَإنْ مِتَّ فَهمُ الخالدون؟? أُنزل الموت -وهو محقَّق- مَنْزلة المشكوك فيه لإبهام زمنه.- إذا قال الأب لابنه: (إنْ كنتَ ابني فَافْعلْ كذا) فالشرط مُحقَّق! والغرض استنهاض الهمة!وعلى هذا تختص (إذا) الشرطية بمتيقَّن الوجود بحكم معنى الظرف، كما تختص أداة الشرط (إنْ) بالمستحيل. وتشتركان في المشكوك فيه والمحتَمَل بحكم معنى الشرط.والقرائنُ وحدَها هي التي تعيّن اليقين، أو الظن، أو الشك، أو الاستحالة...مع الدلالة على الشرطية في كل حالة.