الفعل في العربية لا يُفصح بصِيَغه عن الزمان، وإنما يتحصَّل الزمان من بناء الجملة: من السياق !
1- فهي في أغلب الأحوال تدل على حدثٍ تَمَّ في زمن ماض، قد لا نستطيع ضبطه وتعيينه، نحو: سافر زيد.
2- وتأتي لتشير إلى أن الحدث جرى في اللحظة التي وقع فيها الكلام، كما يجري في العقود، نحو: بِعْتُك وزوّجْتُك.
3- وتستعمل للإعراب عن وقوع أحداث في زمان يَقْرب من الحال ( زمن التكلم)، نحو قول مقيم الصلاة: قد قامت الصلاة، ونحو قولنا: قد وَعَيْتُ مقالك، وهاأنا مُجِيْبُك عن سؤالك.
4- وتأتي مع الظرف الشرطي ( إذا ) للإشارة إلى الزمان المستقبل، نحو: إذا جئتَني أكرمتُك.
5- وتستعمل في أسلوب الدعاء بالخير، وهو - من غير شك - يشير إلى المستقبل، نحو: رضي الله عنه، رحمه الله، غفر الله له، أحسن الله إليك (أُخْرِج الكلام في صورة الخبر ثقة بالاستجابة!).
كما تأتي في الدعاء بالشر منفية بـ (لا)، نحو: لا ردَّه الله، لا رحِمَه الله...
6- وتستعمل مع الظرف (لمّا) في جملةٍ فيها حَدَثان وقعا في الماضي، بحيث تم الأول في اللحظة التي بدأ فيها الثاني، نحو: لمّا جاءني أكرمْتُه.
7- وقد تقع موقع المضارع - الذي هو غالباً للحال والاستقبال - كقوله تعالى:
?ونادى أصحابُ الجنة أصحابَ النار? (الأعراف /44).
وهذا النداء إنما يكون يوم القيامة!
وقولِه: ?وبرزوا لله جميعاً? (إبراهيم /21). والمراد: يبرزون يوم القيامة.
ومِثله: ?أَتى أمرُ الله فلا تستعجلوه? (النحل /1). والمراد: يأتي.
ومِثله: ?كلما نَضِجت جُلودُهم بَدَّلناهم جلوداً غيرها? (النساء /56).
وكل أولئك حكايةٌ لحالهم يوم الحساب ! قال الحطيئة:
شهد الحطيئةُ- يومَ يَلْقى ربَّه! أن الوليدَ أحقُّ بالعُذْرِ
(شهد) هنا بمعنى (يشهد)!