نهایة الأرب فی فنون الأدب

شهاب الدین النویری

جلد 6 -صفحه : 93/ 3
نمايش فراداده

وقال آخر: أسروها وجه النهار من الدن فأمسوا وهم لها أسراء وقال عبد الصمد بن بابك عفا الله عنه: عقار عليها من دم الصب نفضة ومن عبرات المستهام فواقع معودة غصب العقول كأنما لها عند ألباب الرجال ودائع وأما ما وصفت به غير ما قدمناه، فمن ذلك قول أبي الفضل يحيى بن سلامة الحصكفي والحصكفي نسبة إلى حصن كيفا: وخليع بت أعتبه ويرى عتبي من العبث قلت إن الخمر مخبثة قال حاشاها من الخبث قلت منها القيء، قال أجل طهرت عن مخرج الحدث قلت فالأرفاث تتبعه قال طيب العيش في الرفث وسأسلوها فقلت متى قال عند الكون في الجدث وقال آخر: ثقلت زجاجات أتتنا فرغا حتى إذا ملئت بصرف الراح خفت فكادت أن تطير بماحوت وكذا الجسوم تخف بالأرواح وقريب من المعنى قول الآخر: وزناً الكأس فارغة وملأى فكان الوزن بينهما سواء وقال أبو نواس: قهوة أعمى عنها ناظراً ريب المنون عتقت في الدن حتى هي في رقة ديني ثم شجت فأدارت فوقها مثل العيون حدقاً ترنو إلينا لم تحجر بجفون ذهباً يثمر دراً كل إبان وحين من يدي ساق عليه حلة من ياسمين غاية في الظرف والشكل وفرد من المجون وقال: ذد بماء الكرم والعنب خطرات الهم والنوب قهوة لو أنها نطقت ذكرت ساماً أبا العرب وهي تكسو كف شاربها دستبانات من الذهب وقال تاج الملوك بن أيوب: وكم ليلة فيها وصلنا غبوقنا وكم من صباح كان فيه صبوح تدار علينا من أكف سقاتنا عقار من الهم الطويل تريح تلوح لنا كالشمس في كف أغيد يلوح لعيني البدر حين يلوح مدام تحاكي خده ورضابه ونكهته في الطيب حين تفوح ولكن لها أفعال عينيه في الحشا فكل حشا فيها عليه جريح وقال أيضاً: والكأس أعطاها عقيقاً أحمراً قان، فأعطيها لجيناً يققا من قهوة ما العيش إلا أن أرى مصطبحاً في شربها مغتبقا أشربها شرباً هنيئاً من يدي غصن رشيق وغزال أرشقا ومما قيل فيها إذا مزجت بالماء، فمن ذلك قول أبي نواس: وصفراء قبل المزج بيضاء بعده كأن شعاع الشمس يلقاك دونها ترى العين تستعفيك من لمعانها وتحسر حتى ما تقل جفونها ومنه أخذ ديك الجن فقال: وحمراء قبل المزج صفراء بعده بدت بين ثوبي نرجس وشقائق حكت وجنة المعشوق صرفاً فسلطوا عليها مزاجاً فاكتست لون عاشق وقال أبو هلال العسكري: راح إذا ما الليل مد رواقه لاحت تطرز حلة الظلماء حتى إذا مزجت أراك حبابها زهرات أرض أو نجوم سماء وقال أيضاً: وكأس تمتطي أطراف كف كأن بنانها من أرجوان أنازعها على العلات شرباً لهن مضاحك من أقحوان يلوح على مفارقها حباب كأنصاف الفرائد والجمان وطالعني الغلام بها سحيراً فزاد على الكواكب كوكبان ووافقها بخد أرجوان وخلفها بفرع أدجوان قوله: كأنصاف الفرائد والجمان مأخوذ من قول ابن الرومي: لها صريح كأنه ذهب ورغوة كاللآلئ الفلق وقال أبو نواس: فإذا علاها الماء ألبسها حبباً شبيه جلاجل الحجل حتى إذا سكنت جوانحها كتبت بمثل أكارع النمل وهو مأخوذ من قول الأول، ويقال: إنه ليزيد بن معاوية: وكأس سباها التجر من أرض بابل كرقة ماء الحزن في الأعين النجل إذا شجها الساقي حسبت حبابها عيون الدبا من تحت أجنحة النمل وقال أبو نواس أيضاً: قامت تريني وأمر الليل مجتمع صبحا تولد بين الماء واللهب كأن صغرى وكبرى من فقاقعها حصباء در على