وما ان وصل الامام حتى توجهت الجموع من مطار طهران الى مقبرة جنة الزهراء حيث مزار الشهداء ، لتصغي لحديث قائدها التاريخي . في ذلك الحديث صرح الامام بالقول : “سوف اقوم مدعوما من هذا الشعب ، بتشكيل الحكومة “(2) . في بداية الامر ، اعتبر بختيار بان الامام يمزح غير ان اياما قلائل لم تمر حتى تم ترشيح المهندس البازركان من قبل (شورى الثورة ) رئيسا مؤقتا للحكومة وذلك في الخامس من شباط 1979 م ، والمهندس البازركان وجه متدين معروف ، له ماض جهادي وتجربة في نهضة تاميم صناعة النفط .
وفي ( حكم التنصيب ) الذي اصدره الامام الخميني ، طالب سماحته المهندس بازركان بتشكيل وزارته دون الاخذ بنظر الاعتبار العلاقات الحزبية وذلك لتهيئة المقدمات لاجراء استفتاء شعبي ثم اجراء الانتخابات (3) . مطالبا الجماهير الايرانية التعبير عن رايها من خلال الانتخابات المزمعة ، فبادرت الجماهير للانظلاق في مظاهرات حاشدة شملت البلاد باسرها للاعلان عن دعمها وتأييدها لقرار الامام الخميني .
اما الاحزاب والفصائل السياسية الاخرى - والتي كان قاد تها ومسؤولوها واعضاؤها القليلون يخرجون من سجنهم ومعتقلاتهم ببركة نهضة الجماهير وعلى عدة مراحل - فقد وقفوا - والشعب يقف على بوابة النصر - يدعون ارثهم للثورة .ويطالبو ن بالسهم الاوفر ، ومنذ تلك الايام ابتدأ الاصطفاف بوجه الثورة الاسلامية بصفوف امتلأت بعملاء نظام الملك وازلامه السافاك والشيوعيين ومجاهدي خلق ( المنافقين ) .
2 - للاطلاع على تفاصيل خطاب الامام الخميني في ( مقبرة جنة الزهراء ) وتفاصيل الحوادث والنتائج التي ترتبت على ذلك ، راجع كتاب ا لكوثر - شرح وقائع الثورة الاسلامية ج 3 ص 8 1 - 47 . 3 - المصدر السابق ج 3 ص 38 1 - 5 5 1