أمن الممرات المائیة العربیة

حمد سعید الموعد

نسخه متنی -صفحه : 27/ 5
نمايش فراداده

ويبلغ طول القناة التي شقت لتصل البحر الأبيض المتوسط بالبحر الأحمر عبر خليج السويس الذي تشكل قبل 35 مليون سنة حوالي 161 كم وعمقها 68متراً علماً أن عمق خليج السويس يتراوح ما بين 180

-210قدما. وتسمح قناة السويس حالياً بمرور السفن العملاقة. وبسبب الأهمية الاستراتيجية لهذا الممر المائي العالمي، تصارعت القوى الاستعمارية للسيطرة عليه.. فقد امتد الصراع الفرنسي البريطاني منذ حملة نابليون بونابرت على مصر عام 1798 حتى احتلال مصر من قبل بريطانيا عام 1882 وحاولت تركيا الاستيلاء على القناة عام 1916، ولم تنجح مساعي ألمانيا للوصول إلى القناة بسبب هزيمة رومل في معركة العلمين. وعندما أعلنت مصر تأميم القناة في تموز 1956 تحالفت بريطانيا وفرنسا وإسرائيل وشنت القوى الثلاث العدوان الثلاثي على مصر في 29/10/1956. وفي عدوان 1967 استطاعت إسرائيل احتلال شبه جزيرة سيناء ووصلت قواتها إلى الضفة الشرقية لقناة السويس وحاولت إسرائيل استثمار هذا الفوز العسكري لخلق حقوق لها في قناة السويس من خلال الإدعاء أن الحد الفاصل بين مصر وإسرائيل يجب أن يمر في منتصف المجرى المائي للقناة وبررت إسرائيل مطلبها هذا قائلة إن شبه جزيرة سيناء أرض غير مصرية وأن مصر حازت عليها بشكل غير قانوني عام 1906(16). وقد رفضت مصر هذه المزاعم وهدد الزعيم الراحل عبد الناصر بإغلاق القناة نهائياً أكثر من مرة. ومن جهة أخرى حظيت قناة السويس وإعادة فتحها أمام الملاحة الدولية بأهمية كبرى في المفاوضات الأمريكية

-الإسرائيلية

- المصرية خلال السنوات التي سبقت التوقيع على اتفاقية كامب ديفيد في آذار 1979. ويؤكد ذلك ما يقوله رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، إسحاق رابين. "لقد حدد الموقف الأمريكي النهائي حيال نزاع الشرق الأوسط في بداية اللقاء الذي تم بين نيكسون وغولدا مائير في كانون الأول 1971 وخلال محادثاتنا اتفقنا على شروط الحوار بين مصر وإسرائيل وإجراءاته برعاية الولايات المتحدة بهدف التقدم نحو التسوية المؤقتة لفتح قناة السويس وإعادة الحياة الطبيعية إلى منطقة قناة السويس.(17). 3

-مضائق تيران:

لا تستخدم هذه المضائق في الملاحة الدولية لأنها تؤدي إلى مضيق ضيق يؤدي بدوره إلى خليج مغلق هو خليج العقبة، ولا يتصل حوضه ببحار أخرى إلا عبر فتحة طبيعية لا يتجاوز عرضها ثلاثة أميال تكثر فيها الشعب المرجانية الأمر الذي أدى إلى تحديد الملاحة في ممرين ملاحيين ضيقين. يشكل الجزء الصالح للملاحة مساحة لا تزيد عن 500ياردة. وهو يستخدم من قبل مصر والأردن والسعودية أما إسرائيل فقد وضعت قدمها على خليج العقبة بعد احتلال قرية أم الرشراش في 10/3/1949. لكن سفنها لم تستطع المرور في مضائق تيران. وفي 12 أيلول 1955 بدأ الرئيس عبد الناصر ممارسة ما يعرف بسياسة الخنق الاستراتيجي ضد إسرائيل عندما أصدر قوانين تنظيم الملاحة عبر مضائق تيران أجبرت بموجبها كل السفن التي تريد دخول المضائق على إبلاغ المكتب المصري المكلف بالإشراف على الحصار الاقتصادي لإسرائيل قبل 96 ساعة واعتبرت مصر المضائق مياهاً مصرية إقليمية يحق لها تطبيق ما يعرف بالمرور البريء للآخرين. وبموجب ذلك ركزت مصر بطارية مدفعية ساحلية وكتيبة مشاة في رأس نصراني المشرف على المضائق ونشرت بطارية مدافع م/ط في منطقتي شرم الشيخ ورأس نصراني ونشرت وحدات من حراس الحدود في جزيرتي تيران وصنافير(18). وفي عدوان 29/10/1956 استطاعت إسرائيل احتلال محور شرم الشيخ

-رأس النقب وبذلك أنهت فعليا سياسة الخنق الاستراتيجي، وعندما انسحبت من سيناء في 16/3/1957 حصلت على ضمانات من الدول الكبرى بحقها في الملاحة عبر المضائق(19) ويقول خبراء القانون الدولي إن هذا التعهد لا يترتب عليه أية آثار قانونية لأنه يقوم على الاحتلال العسكري، وبعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد اعترفت مصر رسمياً بحق إسرائيل في المرور الحر في المضائق، علماً أن اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار لعام 1982، وخصوصاً الفقرة الأولى من المادة 45 تؤكد أن من حق مصر أن تطبق على الآخرين ما يعرف بحق المرور البريء أي حق الدولة صاحبة السيادة على الممر المائي تطبيق سيادتها ومراعاة مصالحها الوطنية والقومية والإشراف على مرور السفن وإمكانية تفتيشها انسجاماً مع هذه الحقوق(20). لكن إسرائيل التي لا تحترم القانون الدولي تهزأ بهذه الاعتبارات

- وتفاخر صحيفة هتسوفيه في عددها الصادر في 3/4/1978 بأن إسرائيل استطاعت بعد حرب 1956 أن تحصل على حق المرور الحر في مضائق تيران، وحصلت بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد على حق السفن الإسرائيلية بالمرور الحر في قناة السويس ورفع الحصار عن باب المندب.