يَدفَعُ بِذلِكَ القَتلَ عَن نَفسِكَ، وَعَن أنفُسِ هؤلاءِ الفِتيانِ مِن أهلِ بَيتِكَ.
وَتَكَلَّمَ جَماعَةُ أصحابِه بِكَلامٍ يُشبِهُ بَعضُه بَعضَاً في وَجهٍ واحِدٍ، فَجَزّاهُمُ الحُسَينُعليه السلام خَيراً وَانصَرَفَ إلى مَضرَبِه.(4)
5. الإمامُ عليٌعليه السلام: - مِن خُطبةٍ لهعليه السلام ما دارَت الجُمُعَةُ بَعدَها حتَّى ضَرَبَه ابنُ مُلجِم -: ألا إنّهُ قَد أدبَرَ مِنَ الدُّنيا ما كانَ مُقبِلاً، وَأقبَلَ مِنها ما كانَ مُدبِراً، وأزمَعَ التِّرحالَ عِبادُ اللَّهِ الأخيارُ، وَباعوا قَليلاً مِنَ الدُّنيا لا يَبقى بِكَثيرٍ مِنَ الآخِرَةِ لايَفنى. ما ضَرَّ إخوانُنا الَّذينَ سُفِكَت دِماؤهُم وَهُم بِصِفّينَ أن لا يَكونوا اليومَ أحياءً يُسيغونَ الغُصَصَ وَيَشرَبونَ الرَّنقَ. قَد وَاللَّهِ لَقوا اللَّهَ فَوَفّاهُم اُجورَهُم، وَأحَلَّهُم دارَ الأمنِ بَعدَ خَوفِهِم. أينَ إخوانِيَ الَّذين رَكِبوا الطَّريقَ وَمَضَوا عَلَى الحَقِّ؟ أينَ عَمّارٌ؟ وَأينَ ابنُ التَّيِّهانِ؟ وَأينَ ذو الشَّهادَتَينِ؟ وأينَ نُظَراؤهُم مِن إخوانِهِمُ الَّذينَ تَعاقَدوا عَلَى المَنِيَّةِ، وَاُبرِدَ بِرُؤوسِهم إلَى الفَجَرةِ؟ (قال: ثُمَّ ضَرَبَ بِيدِهِ عَلى لِحيَتِهِ الشَّريفَةِ الكَريمَةِ فَأَطالَ البُكاءُ، ثُمَّ قالعليه السلام): أوِّهِ عَلى إخوانِيَ الَّذين تَلَوُا القُرآنَ فَأحكَموهُ،