أنّنا إذا راجعنا كتب الشيعة نرى أنّ أئمّتهم وعلماءهم يتبرّأون منه أشدّ التبرّؤ.
1 ـ قال الكشّي، وهو من علماء القرن الرابع: عبد الله بن سبأ كان يدّعي النبوّة وأنّ عليّاً هو الله!! فاستتابه ثلاثة أيّام فلم يرجع، فأحرقه بالنار في جملة سبعين رجلاً(1).
2 ـ قال الشيخ الطوسي (385 ـ 460هـ) في رجاله في باب أصحاب أمير المؤمنين: عبد الله بن سبأ الذي رجع إلى الكفر وأظهر الغلوّ(2).
3 ـ وقال العلاّمة الحلّي (648 ـ 726هـ): غالٍ ملعون، حرقه أمير المؤمنين بالنار، كان يزعم أنّ عليّاً إله وأنّه نبيّ، لعنه الله(3).
4 ـ وقال ابن داود (647 ـ 707هـ): عبد الله بن سبأ رجع إلى الكفر وأظهر الغلوّ(4).
5 ـ وذكر الشيخ حسن بن زين الدين (ت 1011هـ) في التحرير الطاووسي: غالٍ ملعون حرقه أمير المؤمنين7 بالنار(5).
ومن أراد أن يقف على كلمات أئمّة الشيعة في حقّ الرجل، فعليه أن يرجع إلى رجال الكشّي، فقد روى في حقّه روايات كلّها ترجع إلى غلوّه في حقّ عليّ، وأمّا ما نقله عنه سيف بن عمر فليس منه أثر في تلك الروايات، فأدنى ما يمكن التصديق به أنّ الرجل ظهر غالياً فقتل أو أُحرق، والقول بذلك لا يضرّ بشيء، وأمّا ما ذكره الطبري عن الطريق المتقدّم فلا يليق أن يؤمن ويعتقد به من يملك أدنى إلمام بالتاريخ والسير.
(1) رجال الكشي: 98 | 48. (2) رجال الطوسي: باب أصحاب علي: 51 | 76. (3) الخلاصة للعلاّمة: القسم الثاني الباب الثاني: عبد الله: 236. (4) رجال ابن داود: القسم الثاني: 254 | 278. (5) التحرير الطاووسي: 173 | 234.