مولفات الشیخ الامام محمد بن عبدالوهاب

محمد بن عبد الوهاب؛ تحقیق: محمد بلتاجی، سید حجاب

نسخه متنی -صفحه : 82/ 26
نمايش فراداده

92
--------------------
93
14 الرسالة الرابعة عشرة
توجد غي الدرر السنية ج 1 ص 61 64 وله رسالة إلى البكبلي صاحب اليمن
--------------------
94
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي أنزل الحق في الكتاب وجعله تذكرة لأولي الألباب ووفق من من
عليه من عباده للصواب لعنوان الجواب وصلى الله وسلم وبارك على نبيه ورسوله وخيرته من خلقه محمد وعلى
آله وشيعته وجميع الأصحاب ما طلع نجم وغاب وانهل وابل من سحاب من عبد العزيز بن محمد بن سعود ومحمد
بن عبد الوهاب إلى الأخ في الله أحمد بن محمد العديلي البكبلي سلمه الله من جميع الافات واستعمله
بالباقيات الصالحات وحفظه من جميع البليات وضاعف له الحسنات ومحا عنه السيئات سلام عليكم ورحمة
الله وبركاته أما بعد لفانا كتابكم وسر الخاطر بما ذكرتم فيه من سؤالكم وما بلغنا على البعد من
أخباركم وسؤالكم عما نحن عليه وما دعونا الناس إليه فأردنا أن نكشف علنكم الشبهة بالتفصيل ونوضح
لكم القول الراجح بالدليل ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يسلك بنا وبكم أحسن منهج وسبيل أما ما نحن
عليه من الدين فعلى دين الإسلام الذي قال الله فيه ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في
الآخرة من الخاسرين
--------------------
95
وأما ما دعونا الناس إليه فندعوهم إلى التوحيد الذي قال الله فيه خطابا لنبيه صلى الله عليه وسلم قل
هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين وقوله تعالى وأن
المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا وأما ما نهينا الناس عنه فنهيناهم عن الشرك الذي قال الله فيه من
يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وقوله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم على سبيل
التغليظ وإلا فهو منزه هو وإخوانه عن الشرك ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن
عملك ولتكونن من الخاسرين بل الله فاعبد وكن من الشاكرين وغير ذلك من الآيات ونقاتلهم عليه كما قال
تعالى وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة أي شرك ويكون الدين كله لله وقوله تعالى فاقتلوا المشركين حيث
وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا
سبيلهم وقوله صلى الله عليه وسلم أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله
--------------------
96
وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذافعلوا ذلك عصموا في دماءهم وأموالهم إلا
بحقها وحسابهم على الله عز وجل وقوله تعالى فاعلم أنه لا إله إلا الله وسماها سبحانه بالعروة الوثقى
وكلمة التقوى سموها الطواغيت كلمة الفجور من قال لا إله إلا الله عصم دمه وماله ولو هدم أركان
الإسلام الخمسة وكفر بأصول الإيمان الستة وحقيقة اعتقادنا أنها تصديق بالقلب وإقرار باللسان وعمل
بالجوارح وإلا فالمنافقون في الدرك الأسفل من النار مع أنهم يقولون لا إله إلا الله بل ويقيمون
الصلاة ويؤتون الزكاة بل ويصومون ويحجون ويجاهدون وهم مع ذلك تحت آل فرعو في الدرك الأسفل من النار
وكذلك ما نصه الله سبحانه عن بلغام وضرب له مثلا بالكلب ما معه من العلم فضل من الإسم الأعظم
وعالم بعلمه لم يعملن
معذب من قبل عباد الوثن
وأما ما ذكرتم من حقيقة الاجتهاد فنحن مقلدون الكتاب والسنة وصالح سلف الأمة وما عليه الاعتماد من
أقوال الأئمة الأربعة أبي حنيفة النعمان بن ثابت ومالك بن أنس ومحمد بن أدريس وأحمد بن حنبل رحمهم
الله تعالى وأما ما سألتم عنه من حقيقة الإيمان فهو التصدق وأنه يزيد بالأعمال الصالحة وينقص بضدها