الشجاعة أو الجرأة . موهبة يتمتع بها غالب عظماء الانسانية ، فهي لا تقبل التكلُّفَ ولا تستقيم معها
محاكاة . وهي ايضاً صفة كريمة تميَّز بها العرب بصورة عامة ، والمسلمون بصورة خاصة .
فالعربي بطبعه ـ غالباً ـ شجاع غير هياب ، يتقحم موارد الهلكة ، إن رأى في ذلك ما يرضي مزاجه ، حتى ولو كانت الخسارة عنده أكبر في ميزان الاحتمال . ولعل هذه الخصلة الكريمة ، هي احدى معطيات الطبيعة الصحراوية ، وما فرضته من خشونة العيش على هذا الانسان .
فالمعروف عن العرب القدامى ، أن ظروفهم المعاشية كانت صعبة للغاية ، فكانت جلُّ حياتهم الاقتصادية تقوم على الغزو أو السلب ، أو طَرق الاحياء أو ما شابه ذلك ، مما كان متسالم عليه لديهم آنذاك ، ولا يرون فيه أي إخلال بالشرف أو المكانة الاجتماعية ، بل على العكس من ذلك ، فقد كان هذا العمل يكسب القائم به رفعة وسؤدداً في قبيلته وبني قومه . فكان المغيرون على الأحياء يتفاخرون بذلك . وينشدون فيه الأشعار .
وكانت التجارة احدى الدعامات الاقتصادية الهامة ، لكن يبدو انها كانت مختصة بطبقة معينة من أصحاب السيادة .