ابوذر الغفاری

فقیه، محمدجواد

نسخه متنی -صفحه : 171/ 75
نمايش فراداده

وبهذا نادى أتباع مذهب أهل البيت عليهم السلام ، وعلى هذا بنوا كل أمورهم الدينية .

فالدين فوق كل الميول والاتجاهات ، لا يقاس بالعقول ، وصاحب الرسالة أدرى وأعلم بمن يقوم بمهماتها .

أما أن يقوم هذا الامر على التخمين والظن والاختيارات الشخصية ، فهذا عين الخطأ ، ولا قاعدة فيه من المشرع الحكيم . بل القاعدة على عكس ذلك ، قال تعالى :

ـ « ربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة في ذلك » .

هذا بالاضافة الى كون النتائج في هذا الحال مجهولة ، ومتى ما كان الامر كذلك ، فان الخسارة حينئذ تكون أقوى في ميزان الاحتمال .

ولا يبعد أن يكون ما حصل للمسلمين من قبل وما يعانونه اليوم ، إنما هو نتيجة للتصرفات الفردية في هذا الامر الخطير ، فانه منذ أن فقدت القيادة الاسلامية مقوماتها الحقيقية بدأ الكيان الاسلامي يهتز ، ويدخل مراحل الانهيار .

فالملاحظ ، أن الجسم الاسلامي ـ بكل أبعاده وأشكاله ـ كان ينتقل ضمن دائرة النمو ، من طور الى طور أكبر ، بشكل متكامل متين لا يعرف الانتكاس ولا الجمود . وما ذلك إلا بفضل الرعاية الحكيمة من النبي الكريم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فقد كانت قوة المسلمين تتكامل ، وعددهم يتزايد ، بشكل مستمر ملحوظ ، ووحدتهم متينة لا يزعزعها شيء ، على الرغم من الأخطار التي كانت تحدق بهم ، سواء من بقايا الشرك في الوسط العربي ، أو من المنافقين الذين كانوا بين ظهرانيهم يتربصون بهم الدوائر .