فظهر أنه لا نحتاج الى غير ما قلنا فأخذ الاجزاء لا بشرط لم يقل به أحد غير صاحب الفصول و لكن حمل المشتق على الذات قام به اجماع العلماء .
اعتبار الحمل بالنسبة الى المجموع المركب . هذا أيضا غير مستقيم لانه مستلزم للمغايرة بالجزئية و الكلية لان من ملاحظة النفس و الجسم يلزم كونهما جزء للانسان . ثم اذا قلنا الانسان جسم أو ناطق مع ملاحظة المجموع و المركب شيئا واحدا لقد حملنا الجزء على المجموع المركب و هو الكل و هما بالجزئية و الكلية متغايران فلا يجوز حمل المتغاير على المتغاير فظهر لك صحة كلام صاحب الكفاية ( ره ) بالنسبة الى ما قاله صاحب الفصول حيث قال فى الكفاية : و فى كلامه - أى كلام صاحب الفصول - موارد للنظر تظهر بالتأمل و امعان النظر و شرحنا لك موارد النظر فتأمل فيها .
قوله فى الكفاية ( الرابع فى كفاية مغايرة المبدأ مع ما يجرى المشتق عليه مفهوما و ان اتحد عينا و خارجا فصدق الصفات مثل العالم و القادر و الرحيم و الكريم الى غير ذلك من صفات الكمال و الجلال عليه تعالى على ما ذهب اليه أهل الحق من عينية صفاته يكون على الحقيقة فان المبدأ فيها ) أى فىالصفات ( و ان كان عين ذاته تعالى خارجا ) أى بحسب الوجود الخارجى ( الا أنه غير ذاته تعالى مفهوما . ( حاصل ما قاله صاحب الكفاية ( ره ) هو : أن مغايرة المشتق مع المبدأ بحسب المفهوم يكفى فى صحة حمل المشتق على المبدأ أى الذات .