نهایة الوصول فی شرح کفایة الاصول [آخوند خراسانی] نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
فعلى هذا صدق الصفات الكمالية الثبوتية مثل ( العالم ) و ( القادر ) و (
الرحيم ) و ( الكريم (
و غيرها من الصفات الجلالة و الكمالية عليه تعالى على ما ذهب اليه أهل الحق من عينية صفاته يكون على
الحقيقة
فان المبدأ و هو ذاته تعالى فى الصفات و ان كان عينها خارجا الا أنها غير ذاته مفهوما
لان
مفهوم الذات يكون غير مفهوم العالم و غير مفهوم القادر و غير مفهوم الكريم و هكذا . و اذا ثبت مغايرة
مفهوم المبدأ أى الذات مع الصفات يكفى هذا المقدار من المخالفة بحسب المفهوم لصحة الحمل و ان يقال
الله عالم و قادر و رحيم الى آخر جميع الصفات الكمالية
و لا نحتاج الى ما قاله صاحب الفصول لصحة
الحمل بالالتزام بالنقل و التجوز فى ألفاظ الصفات الجارية عليه تعالى بناء على الحق من العينية
لعدم لزوم المغايرة غير المفهومى و هى حاصلة كما قررناه . و مع ذلك ورد روايات كثيرة فى اتحاد ذاته
مع صفاته خارجا
نحو قول أمير المؤمنين على عليه السلام ( من وصف الله فقد قرنه و من قرنه فقد ثناه و
من ثناه
فقد جزأه و من جزأه فقد جهله ) بمعنى أن من وصف الله تعالى بصفة فقد ثناه
اذ الموصوف أول و
الوصف ثانى
و من ثناه فقد جزأه
أى جعله ذا جزء مركب من ذات و صفة
و من قال بأنه ذا جزء لم يعرفه لان
الله واحد أحد . و لله تعالى يكون قسمين من الصفات ثبوتية و سلبية
أما الثبوتية عبارة عن عدة صفات
تدل على كمال المتصف بها نحو عالم قادر حى مريد مدرك قديم أزلى متكلم صادق
و أما السلبية فهى عبارة
عن عدة مفهومات لا تليق أن تثبت لموصوف لانها تكون نقصا للمتصف بها و ذاتا غير قابل للاتصاف لانها
سلوب و السلب هو العدم و العدم ليس له وجود حتى يكون قابلا للاتصاف . و سمى بصفة الجلال لان المتصف
أجل و أقدس من أن يتصف بها
و جمعها أى الصفات الثبوتية و السلبية شاعر فى هذه الاشعار نقلتها
لسهولة حفظها .