أجعلك مثلى أو مثلى . و احذر من المعصية لانها أيضا تؤثر فيك أثرا جلبا كما يقول الله تعالى ( و
الذين كفروا أوليائهم الطاغوت يخرجونهم من النور الى الظلمات أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون ) و
فى خاطرى شواهد من التاريخ ان أذكره يصير الكلام طويلا لكن أذكر واحدا منها ليكون مؤيدا للكلام
السابق و أقول : كان وليد بن عبدالملك من خلفاء بنى مروان رجلا مشتغلا بمعصية الله حتى استخار يوما
أن يفعل فعلا أتى الله تعالى له هذه الاية ( و استفتحوا و خاب كل جبار عنيد ) فعندما رأى مضمون الاية
و فهم معناها جعل القرآن هدفا و رماه بسهام متعددة حتى مزقه مزقا ثم قال مخاطبا الكتاب الكريم :
اذا لاقيت ربك يوم حشر
فقل يا رب مزقنى الوليد
فقل يا رب مزقنى الوليد
فقل يا رب مزقنى الوليد
أشار اليه تعالى بقوله ( و لا تحسبن الذين كفروا انما نملى لهم خير لانفسهم انما نملى لهم ليزدادوا
اثما و لهم عذاب مهين )
فيما يتعلق بصيغة الامر
قوله ( الفصل الثانى فيما يتعلق بصيغة الامر و فيه مباحث : الاول أنه ربما يذكر للصيغة معان قداستعملت فيها و قد عد منها الترجى و التمنى ) و هو نحو قول الشاعر
ألا يا أيها الليل الطويل ألا انجلى
( و التهديد ) نحو ( اعملوا ما شئتم ) أو ( افعل ما شئت) بالنسبة الى العاصى ( و الانذار ) نحو ( تمتعوا
فى داركم ثلاثة أيام ذلك و عد غير مكذوب ) ( و الاهانة ) نحو ( دق انك أنت العزيز الكريم ) الواقع بعد
قوله تعالى ( ثم صبوا فوق رأسه من عذاب الحميم (
( و الاحتقار )