- الى أن قال - و انما الاسم الواحد منه فى وجوه لا تحصى
يعرف ذلك الوصاة . و ان أذكر جميع الاحاديث
الواردة فى هذا الموضوع يصير موجبا لطول الكلام
أما مع ذلك كله كما قال صاحب الكفاية ( ره ) ليس
المراد أنه استعمل لفظ القرآن فى أكثر من معنى واحد و أريد منه معانى متعددة كما تصوره بعض
بل
المراد أن المتكلم أراد من آيات القرآن معناه الظاهر منها و أحضر فى ذهنه المعانى الاخرى
مثلا
تقول ( اياك نعبد و اياك نستعين ) أى نعبدك و نستعين بك نحضر فى قلبك معانى أخرى و هى الخالقية و
الرازقية و القادرية و هكذا
فالذى قصدت من المعنى هو ما يكون ظاهرا من العبارة و الاستعانة به و ما
هو من اللوازم و من البطون ما أحضرته فى حين استعمال اللفظ فى المعنى . و ان كان أفهامنا قاصرة عن
ادراك اللوازم و فهمها مختص بالمعصومين الذين نزل القرآن عليهم
و هو نبينا محمد صلى الله عليه و
آله اجمعين مع الائمة بوسيلة النبى .
فى حقيقة المشتق و تفسيره
اعلم يا ولدى أن المشتق عبارة عما يؤخذ من لفظ آخر مع اشتماله على حروفه كالضارب الذى اشتق من الضرب. هذا بحسب تعريف أهل الادب
و أما بحسب اصطلاح الاصوليين الذى هو محل البحث المشتق عبارة عما يدل
على مفهوم جار على الذات منتزع عنها باعتبار تلبسها بأمر خارج عنها
كالعالم و الضارب و أمثالهما
لان العالم أو الضارب يدلان على المفهومين الجاريين على ذات زيد فى قولنا ( زيد عالم ) أو ( ضارب (
و هو - أى المفهوم أعنى العلم و الضرب - منتزع عن الذات باعتبار تلبسها
بأمر خارج عنها و هو العلم و الضرب .