ما كان أمرا واحدا
ادراكا و شيئا فاردا تصورا
فالتحليل يوجب فتق - أى الفتح و البسط - ما هو عليه من الجمع و الرتق - أى
الجمع - فبوسيلة التحليل و التعمل من قبل العقل يبسط معنى النوع و يجمع . فظهر لك أن المشتق نحو (
الناطق ) و ( الضارب ) و ( الابيض ) و ( الاسود ( و غيرهما بحسب الادراك الاولى يكون شيئا واحدا لكن
بحسب التعمل العقلى ينبسط الى ذات له النطق و الضاربية و البياض و السواد
و بالادراك الاولى ليس
فى الذهن الا مفهوم بسيط واحد كما يقول به صاحب الكفاية ( و بالجملة لا ينئلم بالانحلال الى
الاثنينية بالتعمل العقلى وحدة المعنى و بساطة المفهوم كما لا يخفى .)
الفرق بين المشتق و مبدئه
قوله ( الفرق بين المشتق و مبدئه ) أى الفرق بين الضارب و مبدئه أى الضرب مثلا ( أنه بمفهومه لا يأبىعن الحمل على ما تلبس بالمبدأ و لا يعصى عن الجرى عليه لما هما عليه من نحو من الاتحاد بخلاف المبدأ
فانه بمعناه يأبى عن ذلك . ( حاصل بيانه ( ره ) هو : أن الفرق بين المشتق و مبدأ المشتق هو أن المشتق
بذاته و مفهومه لا يأبى عن الحمل على ما تلبس بالمبدأ فانه بمعناه يأبى عن ذلك و لذا يصح ان تقول (
زيد ضارب ) أو ( قائم ) و لا يصح أن تقول ( زيد ضرب ( أو ( قيام ) ( بل اذا قيس و نسب اليه كان غيره لا هو
هو
و ملاك الحمل و الجرى هو نحو من الاتحاد و الهوهوية . و الى هذا يرجع ما ذكره أهل المعقول فى
الفرق بينهما ) أى بين المشتق و المبدأ ( من أن المشتق يكون لا بشرط ) - أى لا يأبى عن الحمل ( و المبدأ
يكون بشرط لا ) أى بشرط أن لا يحمل - ( أى
يكون مفهوم المشتق غير آب عن الحمل و مفهوم المبدأ يكون آبيا عنه ) أى عن الحمل .