تفترق امتي على بضع وسبعين فرقة ، أعظمها فتنة على امتي قوم يقيسون الامور برأيهم ، ويحرمون الحلال ، ويحلون الحرام ( 1 ) . وفي الفردوس أيضا عن أنس وأبي هريرة ، قالا : قال النبي صلى الله عليه وآله : تعمل هذه الامة برهة بكتاب الله ، وبرهة بسنة نبيه ، ثم تعمل بالرأي ، فإذا عملوا به فقد ضلوا وأضلوا ( 2 ) . وفي ابانة ابن بطة ، ومسند الهذلي ، عن ابن عباس : اياكم والرأي . وعنه : لو جعل الله الرأي لأحد لجعله لرسوله بل قال وأن احكم بما أنزل الله ( 1 ) ولم يقل بما رأيت ( 3 ) . وروى الجاحظ وغيره في كتاب الفتيا قول أبي بكر : أي سماء تظلني ، وأي أرض تقلني ، إذا قلت في كتاب الله برأيي .
وقول عمر : اياكم وأصحاب الرأي ، فانهمأعداء السنن ، أعيتهم الأحاديث أن يحفظوها ، فقالوا بالرأي ، فضلوا وأضلوا . وقال : اياكم والمكائلة ، قالوا : وماهي ؟ قال : المقايسة ( 4 ) . وقال ابن مسعود : يذهب فقهاؤكم وصلحاؤكم ، ويتخذ الناس رؤساء جهالا ، يقيسون الامور بآرائهم . وقال الشعبي : ان أخذتم بالقياس أحللتم الحرام وحرمتم الحلال . وقال مسروق : لا اقيس شيئا بشئ ، أخاف أن تزل قدمي بعد ثبوتها ، كل هذا نقل عنهم صاحب الصراط المستقيم ( 5 ) . وفي كتاب الفردوس للديلمي ، باسناده عن النبي صلى الله عليه وآله :
( 1 ) فردوس الأخبار 2 : 98 برقم : 2176
. ( 2 )
فردوس الأخبار 2 : 97 برقم : 2174
. ( 3 )
المائدة : 49
. ( 4 )
الصراط المستقيم 3 : 208
. ( 5 )
الصراط المستقيم 3 : 208 . ( 4
) الصراط المستقيم 3 : 208 .